مسقط – النبأ
شاركت وزارة التنمية الاجتماعية ممثلة في دائرة شؤون كبار السن أمس (الاثنين الموافق 29/5/2023م) في “منتدى عمان الأول لرعاية كبار السن”، والذي تنظّمه صحيفة ومنصة عيون الرقمية بالتعاون مع جمعية إحسان، تحت رعاية معالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي محافظ مسقط، في فندق جراند ميلينيوم بالغبرة.
يأتي هذا المنتدى ضمن سلسلة المنتديات التي أقامتها الصحيفة تحت مسمى “تطمين”، والتي تهدف إلى إبراز الجهود المبذولة للجمعيات الخيرية وفرق العمل التطوعية في خدمة شرائح محددة من المجتمع وخصوصًا فئة كبار السن.
وشهد المنتدى تقديم عدد ثلاث أوراق عمل، ففي ورقة العمل الأولى التي جاءت بعنوان ” جهود وزارة التنمية الاجتماعية في رعاية كبار السن” أكدت فيها هدى بنت سالم الخاطرية رئيسة قسم الرعاية المنزلية بوزارة التنمية الاجتماعية أن سلطنة عمان أولت اهتمامًا كبيرًا بفئة كبار السن، وذلك من خلال رعايتهم وتحسين نوعية الحياة والمعيشة التي تتناسب مع احتياجاتهم ومتطلباتهم في بيئتهم وداخل نطاق أسرهم وتوفير البيئة الأمنة لهم، وتقديم الرعاية الاجتماعية والصحية والترفيهية والحماية الأسرية والنفسية بطرق ملائمة وذات جودة عالية تراعي احتياجاتهم، وتعزّز أهميتهم في المجتمع بما يضمن العيش الكريم لهم، كما أن الرؤية المستقبلية لعمان 2040، أولت رعايتها لكبار السن بالاعتماد على تطوير الكفاءات الوطنية وعلى أهداف التنمية الألفية كحجر أساس تنطلق منها التدخلات والاستراتيجية لرعاية كبار السن.
وتناولت الخاطرية في ورقتها عددًا من المحاور كالبيانات الإحصائية والمؤشرات الخاصة بكبار السن في سلطنة عمان والتي تشير إلى تزايد حالات كبار السن خلال السنوات القادمة، والعمر المعتمد في سلطنة عمان حيث اعتمدت سلطنة عمان عمر (60) الستين عاماً للمسن وفقا للقوانين المعمول بها، كذلك القوانين واللوائح والقرارات التنفيذية والتنظيمية المنظمة لبرامج وخدمات كبار السن في سلطنة عمان، والبرامج والخدمات التي تقدمها وزارة التنمية الاجتماعية لكبار السن كبرنامج الرعاية المنزلية وغيرها، إلى جانب الشراكة في مجال كبار السن مع الجهات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني الداعمة لقطاع كبار السن.
وفي ورقة العمل الثانية حول ” جهود جمعية إحسان في رعاية كبار السن والتحديات “، استعرضت جوخة بنت محمد الفارسية رئيسة جمعية إحسان، خدمات الجمعية المقدمة لرعاية فئة كبار السن، وأهم التحديات التي تواجه الجمعية، كما استعرضت في عرض مرئي قصير لتجربة رائدة من المملكة العربية السعودية في رعاية كبار السن.
وأما في ورقة العمل الثالثة بعنوان ” من الوقاية إلى الرعاية: دور العلاج الطبيعي في تحسين صحة ورفاهية كبار السن في السلطنة “، تطرقت مريم بنت محمد المحروقية أخصائية العلاج الطبيعي ومسؤولة خدمات العلاج الطبيعي في الرعاية الأولية ببرنامج كبار السن والمجتمع بوزارة الصحة إلى استعراض أدوار وزارة الصحة في رعاية كبار السن، وكيفية الوصول إلى خدماتها، كما تناولت عددًا من البرامج والتمارين العلاجية المقدمة لرعاية كبار السن كتمارين الاتزان والحركة، واللياقة العامة، والاسترخاء وجودة الحياة، وعلاجات الألم العضلي والمفاصل، إلى جانب تمارين قاع الحوض.
وشهد المنتدى تكريم معالي السيد محافظ مسقط الرعاة والمتحدثين، وأيضًا تم عرض عدد 2 فيديو مرئي، الأول من قبل وزارة التنمية الاجتماعية بعنوان “الأسرة البديلة”، وأما العرض الثاني من إعداد جمعية إحسان حول كبار السن ومرض الزهايمر.
وتضّمن المنتدى ثلاث جلسات نقاشية، الجلسة الأولى حول ” الرعاية الاجتماعية لكبار السن، الوعي من أجل مجتمع متكافل”، والثانية بعنوان ” الرعاية النفسية لكبار السن، نحو شيخوخة نشطة وفاعلة بالمجتمع “، وأما الثالثة جاءت بعنوان ” الرعاية الصحية لكبار السن “.
وخرج المنتدى بعدد من التوصيات أهمها: أهمية صدور قانون حماية كبار السن واستراتيجية وطنية للشيخوخة توائم وتواكب المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والصحية، وسن تشريعات تسمح بإنشاء مؤسسات خاصة وهيئات تُعنى برعاية كبار السن؛ وابتكار سياسة إعلامية تربوية تهدف إلى تعزيز مستوى الوعي المجتمعي بقضايا كبار السن، وتعمل على إيجاد تفاعل اجتماعي حيال التكافل المجتمعي، ومُراعاة احتياجات كبار السن عند تصميم وتخطيط المدن الذكية والمرافق العامة، ودعم الجمعيات الأهلية التي تقوم على رعاية وخدمة كبار السن بالتسهيلات، وترسيخ مفهوم الشيخوخة النشطة ورفع مستوى مشاركة كبار السن في تخطيط البرامج المقدمة لهم والقضايا التي تتعلق بهم وتكافح انعزالهم السلبي، وابتكار برنامج صحي شامل متطور يوفر رعاية صحية خاصة بأمراض الشيخوخة، إلى جانب الحرص على أن تكون الخدمات المقدمة لفئة كبار السن من أولويات برامج الرعاية المجتمعية والمسؤولية الاجتماعية والبرامج التنموية الاجتماعية للقطاع الخاص.
