“أبي، حبيبي الأول والأبدي “
عصماء بنت محمد الكحالية
أحببته في حالته التي هو عليها الآن أكثر من حالته سابقاً، أحببت عينيه الجاحظتين اللتين تظهران التعب الذي واجهه، أحببت تجاعيد يديه، وظهره المستقيم، رغم محاولات الحياة في جعله ينحني، ولكنه قوي جداً.
تعلمتُ منه الصمود، رغم قوة الرياح، أخذت منه عزة النفس والكبرياء القاتل، ها أنا ذا الآن بكامل تركيزي لأكرّس لك حروفي، مشاعري، أحاسيسي، بعد أن فاض حبك في قلبي، جئت ومعي كومة مشاعر، للحديث عنك يا أعظم رجل في حياتي.
ها أنا ذا الآن أكتب لك يا وطناً لعيني، وأماناً لكافة تفاصيلي السعيدة.
أتلهّف لكي أكتب لك أبيات قصيدة مقفاة، ولكن قلمي يعجز أن يكتب لرجل المهمات الصعبة، للرجل الذي جعل الحياة هينة في عيني، رغم صعوبتها، شيئاً ما بداخلي يتحدث، ويتحدث، وقلبي مليء بالرسائل التي عجزت أن اكتبها لك يا حبيبي الأول والأبدي، واستقامة ظهري، وسند قلبي.
كيف لا أبالغ في وصف أبي بهذا الإتقان والإبداع والجمال، كيف لا وهو يراني شيئاً جميلاً كشمعة لا تنطفئ، كيف لا ونبع عمق هذا الحب بنقاء الفطرة. نعم، أقف أمام الحياة وقفة عز، لقد انتصرت بأعظم رجل في حياتي، ولقد كان انتصاراً سعيداً جداً، انتصاراً جعل مني فتاة لا تنحني، لا تنكسر، لا تنهزم أمام عاطفتها.
نعم أنا أفتخر بأني ابنة هذا الرجل العظيم، الذي يذكر بطيب أخلاقه.
وفي النهاية، لم أوفكَ حقك مهما كتبت، فأنت في قلبي لك داووين من الحب.
أطال الله في عمرك وأحياك سنين عديدة، إلى أن أسبقك في الرحيل.