انطلاق اعمال الاجتماع الإقليمي الرباعي لتسريع تنفيذ برنامج الصحة الواحدة في إقليم شرق المتوسط
تصوير ــ عبدالفتاح الغافري
بدأت اليوم ( الاثنين ) بفندق إنتركونتيننتال ـ مسقط ـ أعمال الاجتماع الإقليمي الرباعي لتسريع تنفيذ برنامج ” الصحة الواحدة ” في إقليم شرق المتوسط ، الذي تستضيفه سلطنة عمان ممثلة بوزارة الصحة بالتعاون والتنسيق مع المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط والمكتب الإقليمي الأوروبي التابع لمنظمة الصحة العالمية ، ويستمر حتى الخميس القادم .
رعى افتتاح الاجتماع سعادة الدكتور سعيد بن حارب اللمكي ــ وكيل وزارة الصحة للشؤون الصحية الذي القى في بدايته كلمة رحب فيها بالمشاركين ، وقال بأن تفشي الأمراض والمخاطر الصحية العامة التي تهدد البشرية من الأوبئة أوالإزمات والطواريء الصحية ، غالبًا ما تكون غير متوقعة وتتطلب مجموعة من الاستجابات السريعة قبل أن تجتاح الدول التي تكون مبنية على الاستعداد و الجاهزية للحدث الصحي أياً كان .
واشار سعادته أن العالم يواجه هذه التهديدات بصورة مستمرة من حيث ظهور الأمراض المعدية التي لها مقدرات وبائية لحدوث الفاشيات والجوائح ذات الصلات العميقة بين صحة الإنسان وصحة الحيوان والبيئة والتغيرات المناخية ، وأن الحاجة الملحة لزيادة التعاون أظهرت التفاعل بين الإنسان والحيوان والبيئة من خلال تنفيذ نهج الصحة الواحدة لمجتمع متعدد القطاعات ومتعدد التخصصات.
وأضاف وكيل وزارة الصحة للشؤون الصحية أن نهج منظمومة الصحة الواحدة هدف إلى تحقيق التوازن المستدام وتحسين صحة الإنسان والحيوان والنباتات والنظم البيئية ، وعلينا الادراك بان صحة الإنسان والحيوانات الأليفة والبرية والنباتات والبيئة هي مرتبطة ارتباطاً وثيقاً مع بعضها البعض ، وتشمل المجالات الرئيسية التي يتناولها “نهج الصحة الواحدة” مكافحة الأمراض الحيوانية الناشئة والمتجددة ومكافحة الأمراض حيوانية المنشأ المستوطنة ، والأمراض المدارية المهملة والأمراض المنقولة بالنواقل وتعزيز سلامة الغذاء، وكبح مقاومة مضادا ت الميكروبات، وتعزيزسلامة النظم البيئية.
واشار بإن تطبيق مفهوم الصحة الواحدة لن يتحقق إلا بالتعاون الوثيق بين مختلف القطاعات: قطاع صحة الإنسان وقطاع صحة الحيوان والنواقل وقطاع سلامة الغذاء وقطاع البيئة وقطاع البلدية في المجالات الرئيسية المشتركة التي من أهمها : وضع الخطط المشتركة للوقاية والحد من انتقال الأمراض المعدية والسيطرة عليها ويشمل ذلك الأحداث التي تؤثر على الحالة الصحية
وتوحيد أنشطة التثقيف والتوعـية الصحية مع التركيز على دور وسائل التواصل الإجتماعي
وإعداد الدراسات والبحوث حول الأمراض المعدية المشتركة والأحداث الصحية ، وإقامة المؤتمرات والندوات والفعاليات الهادفة المشتركة للصحة الواحدة واعتماد منهج الصحة الواحدة كمقرر دراسي معتمد في المدارس التعليمية والمؤسسات الأكاديمية التي تعنى بالطب البشري والبيطري وصحة البيئة.
بعدها القى سعادة الدكتور أحمد بن سالم المنظري المدير الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية لاقليم شرق المتوسط كلمة قال فيها أن صحة الإنسان ترتبط ارتباطًا جوهريًا بصحة الحيوانات وبيئتنا المشتركة.
واننا نواجه وضعًا معقدًا وصعبًا في إقليم شرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية بسبب عدم الاستقرار السياسي والصراعات والاضطرابات الاجتماعية والقيود الاقتصادية. وهي تساهم في الهجرة البشرية ، والتهجير القسري ، وتحركات الحيوانات عبر الحدود ، مع ما يترتب على ذلك من آثار كبيرة على النظم الصحية ، وظهور الأخطار التي تهدد الصحة ومكافحتها وإدارتها.
واضاف ان هذه الأمراض تشكل تهديدًا متزايدًا للصحة العامة في الإقليم ، حيث أبلغت جميع بلداننا عن تفشي الأمراض المعدية ، مع ارتفاع عدد الوفيات على مدى العقدين الماضيين. إنفلونزا الطيور ، وداء البروسيلات ، وداء الكلب ، ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية ، وحمى الوادي المتصدع ، وحمى القرم والكونغو النزفية ، ومؤخراً جائحة كورونا.
وأن مقاومة مضادات الميكروبات يعد واحدة من أكبر 10 تهديدات صحية عالمية تواجه البشرية، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية ، و إن الافتقار إلى التنظيم والاستخدام غير العقلاني للمضادات الحيوية في القطاع الصحي والصناعة الحيوانية، والاستخدام غير المنظم للعوامل المضادة للميكروبات في الزراعة، لا يؤدي فقط إلى الوفاة والعجز، بل يشكل عبئا كبيرا على اقتصادنا الوطني ونظمنا الصحية.
واضاف : يسعدنا أن حققنا إنجازًا هامًا في أكتوبر 2022 ، خلال الدورة التاسعة والستين للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط ، عندما صادقت الدول الأعضاء على إطار تشغيلي إقليمي لمدة خمس سنوات لمنهج الصحة الواحدة ، مشيرا الى أن الأطراف الرباعية (منظمة الصحة العالمية ، المكتب الإقليمي لشرق المتوسط) والمكتب الإقليمي للشرق الأدنى وشمال إفريقيا- منظمة الأغذية والزراعة (FAORNE) والمنظمة العالمية لصحة الحيوان WOAH)) وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ( المكتب الإقليمي لغرب آسيا ) تقدم اطارا تم تصميمه لإرشاد وتوجيه البلدان في إنشاء وتعزيز الترتيبات المؤسسية اللازمة والقدرات المتعددة التخصصات لتنفيذ التدخلات للوقاية والاستعداد والكشف والاستجابة التهديدات الصحية حاضرًا ومستقبلًا التي تواجه الإنسان والحيوان والبيئة ، ليتماشى الإطار الإقليمي مع خطة العمل العالمية المشتركة للصحة الواحدة الرباعية الأطراف.
كما القى سعادة الدكتور جان جبور ممثل مكتب منظمة الصحة العالمية بسلطنة عمان كلمة خلال الاجتماع قال فيها أنه من خلال جائحة كوفيد – 19 تعلمنا الكثير ، خاصة فيما يتعلق بالنشاطات متعددة القطاعات وأهمية تطبيق الصحة الواحدة التي تساهم بحياة البشر والصحة الحيوانية والنظم البيئية ، وأن هنالك حاجة لبناء القدرات على مستوى البلدان وتطبيق إطار عمل واحد للصحة الواحدة، وتعزيز البرامج الإقليمية لإنشاء شبكة اقليمية تعنى بالصحة الواحدة.
وأضاف سعادته بإن سلطنة عمان بدأت بالفعل تطبيق وتنفيذ مفهوم الصحة الواحدة الذي تعزز بعد الاجتماع العالمي AMR ، واهتمام وزارة الصحة به ، داعيا لتظافر جهود الجميع لبناء القدرات للوصول إلى الصحة للجميع وبالجميع.
يهدف الاجتماع الذي يعقد على مدى اربعة ايام وتشارك فيه 22 دولة في الاقليم من المختصين وصناع القرار الى مناقشة مجموعة من المواضيع التي تختص بقطاع صحة الإنسان وقطاع صحة الحيوان وقطاع البيئة وقطاع البلدية وإستعراض التحديثات حول التقدم العالمي والإقليمي في مجال الصحة الواحدة ، وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات لتنفيذ مبادرة “الصحة الواحدة” في بلدان الإقليم ، وإدخال إطار عمل “الصحة الواحدة” واستكشاف طرق لتكييفه على المستوى القطري ، والى تبادل الأدوات الموجودة وتدريب المشاركين على استخدامها بما في ذلك إنشاء شبكة “الصحة الواحدة الإقليمية” لتسهيل تنفيذ خطط “الصحة الواحدة الوطنية” وتحديد الاحتياجات الإضافية للدعم ، بالاضافة الى تشكيل فريق العمل الإقليمي للمجموعة الرباعية من أجل “الصحة الواحدة”.