ماذا تعرف عن فيروس ماربورغ ؟
د. عوف بن عبدالرحمن بن أحمد الخان
فيروس ماربورغ (Marburg virus) هو فيروس ينتمي إلى عائلة فيروسات الفيلوفيريا (Filoviridae)، وهي نفس العائلة التي ينتمي إليها فيروس إيبولا الخطير (Ebola virus). يعتبر فيروس ماربورغ من الفيروسات الخطيرة جداً والمعدية، ويمكن أن يؤدي إلى ظهور أعراض خطيرة قد تنتهي للوفاة.
يُعتقد أن الفيروس يأتي من الحيوانات، وتم تسمية الفيروس على إسم مدينة ماربورغ في ألمانيا، حيث تم تسجيل أول حالة إصابة بالفيروس في هذه المدينة في عام 1967. ومنذ ذلك الحين، تم تسجيل عدة حالات إصابة بالفيروس في بعض البلدان الإفريقية؛ مثل أوغندا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وكينيا.
تعتبر خطورة فيروس ماربورغ عالية جداً، ويمكن أن يصيب الإنسان عن طريق التعرض للحيوانات المصابة بالفيروس؛ كخفافيش الفاكهة، والقرود الخضراء الأفريقية، أو التعرض للسوائل الجسدية للأشخاص المصابين بالفيروس، مثل الدم والبول واللعاب والدموع والعرق والحليب.
تبدأ أعراض الإصابة بفيروس ماربورغ بشكل مفاجئ؛ وتشمل الحمى الشديدة والصداع وآلام العضلات والمفاصل والتعب الشديد، ومن ثم يمكن أن يتطور المرض إلى حدوث نزيف داخلي وخارجي في الجسم أو ما يعرف بالحمى النزفية، وتؤدي هذه الحالة إلى زيادة خطر الوفاة. وحسب منظمة الصحة العالمية فإن نسبة الوفاة في الأشخاص المصابين قد تصل إلى ٨٨٪.
لا يوجد حتى الآن علاج فعال لفيروس ماربورغ، والعلاج الحالي يتم بشكل رئيسي عن طريق دعم الجسم وتخفيف الأعراض، مثل الحمى والتعب والألم، بالإضافة إلى الحفاظ على التوازن السوائلي في الجسم. ومع ذلك، فإن الوقاية هي الأسلوب الأهم للحد من إنتشار الفيروس، وتشمل الوقاية تجنب التعرض للحيوانات المصابة بالفيروس، وتجنب التعرض للسوائل الجسدية للأشخاص المصابين بالفيروس.
ينبغي على الأشخاص الذين يعتقدون أنهم قد تعرضوا لفيروس ماربورغ أو أي فيروسات أخرى التوجه إلى المرافق الصحية على الفور للحصول على العلاج اللازم، وعدم التأخر في العلاج لأن ذلك قد يكون حاسماً للنجاة من المرض.
ومن أجل الوقاية من الفيروسات الخطيرة مثل ماربورغ وإيبولا وغيرها، يجب على الأشخاص إتباع الإجراءات الوقائية المناسبة؛ مثل غسل اليدين بانتظام، وتجنب التعرض للحيوانات المصابة، وعدم التعامل مع السوائل الجسدية لأشخاص مصابين، والحفاظ على التباعد الاجتماعي في حالات الأوبئة والأمراض المعدية.
وفي شهر فبراير ومارس من هذا العام عاود هذا الفيروس الخطير للظهور مرة أخرى في كلٍ من غينيا الاستوائية وتنزانيا. ويُرجح أن حالات العدوى في هذين البلدين غير مرتبطان مع بعضهما، وقد يكون خفاش الفاكهة هو السبب في ظهور هذه العدوى مرة أخرى.
لذا، يجب على الأشخاص أن يكونوا على دراية بأعراض المرض وطرق الوقاية من الفيروسات الخطيرة، وعدم التأخير في البحث عن المساعدة الطبية في حالة الشعور بالأعراض المشابهة لأعراض الإصابة بالفيروسات، مثل فيروس ماربورغ.