همسات في الحياة الجزء الأول
خلفان بن ناصر الرواحي
(١) إيّاك أن تكون من أصحاب العين الضيّقة؛ فأولئك الذين يظنّون أن أرزاق غيرهم تُنقِص من أرزاقهم، وهم كذلك الذين يظنّون أن سعادات غيرهم تأخذ من رصيد سعادتهم، ونجاحات غيرهم تعني فشلهم، واعلَم بأن لكل إنسان في هذه الحياة رزقه المُقَدَّر، ودربه المكتوب، وقَدره المحتوم. قال تعالى: {وَأَن لَّيْسَ لِلإنسَانِ إلاَّ مَا سَعَى}- [سورة النجم: آية 39].
(٢) البركة جند خفي من جنود الله ،يرسلها لمن يشاء من عباده. فإن حلت على المال أكثرته، وفي الولد أصلحته، وفي الجسد قوته، وفي الوقت عمرته، وفي القلب أسعدته، فأسأل الله أن يرزقنا البركة في بيوتنا وصحتنا وحياتنا وذرياتنا وأموالنا وأوقاتنا، وكل أمور حياتنا.
(٣) المكان الذي لا تجد فيه ما تستحقه من احترام ارحل عنه طالما يمكنك الرحيل، بل حاول أن تطوع الرحيل ليكون ممكنا، فالمكان الذي تموت فيه أفكارك أو تُستنزف فيه مشاعرك أو تشعر أن البقاء في محيطه يعني مزيدًا من الشعور بالاختناق؛ احزم حقائبك ولملم شتات نفسك وارحل بعيدًا عنه؛ فأرض الله واسعة!
(٤) الذكريات بضائع انتهت صلاحيتها؛ ولكننا نحتفظ بها لأننا دفعنا ثمنها كبيرًا.
(٥) رغبة إرضاء الذات وتحقيق الأهداف تكمن في تحدي تحسين الحياة وتطويرها، أي محاولة النجاح وصنع القرارات التي يرغب الشخص العيش داخل أسوارها، فبكون التفكير بتفاؤل؛ هو المصدر الأساسي لتحديد القرار، أو بالأحرى التفكير الإيجابي وعلى ثقة الشخص بنفسه، وإيمانه باتخاذه لقرار ما بمفرده؛ فتصرف واتخذ قرارك كما لو أنه من المستحيل أن تفشل؛ لأن الإيجابية تفوق سائر الأفكار رونقًا، ويعجز اللسان عن وصف محاسنها.
(٦) يستطيع كل منّا أن ينقش اسمه في المكان الذي يريده وبطريقته التي يريدها؛ إلا القلوب فإنها لا تقبل النقش فيها إلا لمن نبضت لهم حبًا واحترامًا وارتاحت لهم.
نسأل الله أن نكون ممن شملتهم المحبة في الله، ونقشت في قلوب الآخرين.