ربما قد كنت أحلم!
خلفان بن ناصر الرواحي
تذكرت يومًا في حياتي
أني قد حزنتْ
وقلت في نفسي..
يا رب:
صبرني من نغصِ الحياةْ
ونجني يا رب..
من جورِ الطغاةْ
ومن كل ضيقٍ ..
يَعْمُرُ فينا..
ثم لا نعلم مداهْ
وتذكرت بأنّ الخوفَ..
إعصارٌ.. مدمرْ
وأنَّ العدلُ هو..
طوق النجاةْ
وتذكرت أنّ الذي..
كان يومًا وفيًّا.. قد نسانا
وقد قلّت خطاهُ..
وطال الهجر منه زمنًا
طويلًا..
وقد جفانا
وقد صارت الدنيا
لبعض الناس مناّ..
هي همهْ
وفوق ثلاثٍ..
قد يهجر أخاهْ
وفي ذات يومٍ..
كنت أصلي صلاة العيدْ
وقد لاح لي من كنت
أعنيهم قعودْ
وأنّ بعضهم كان قريبًا
ولكن هم صدودْ
وتذكرت..
أن مصلّانا خليطٌ
من حميمٍ ومخاصمْ
وبين هذا وذاك قومٌ
قد حباها الله صلاحًا
وهم ممن تأنس لقاهْ
وهناك نفرٌ قد حسبناهم
بخيرٍ .. دون ظلمٍ..
ولكن..
هي في مصلانا مدعاة اشتباهْ
فتراها بين صفوف المصلين
خشوعًا..
ولكن..
هي في حقيقتها..
تهوى وتحبو ..
لمن يشاركها هواها..
وتصبو في هواهْ
وهي وهمٌ ثم وهمٌ
وقد غشاها ضبابْ
وهم في الظاهر بِشرٌ..
وفي القلوبِ هم حقًا..
عُماةْ
ونسيتُ نفسي..
أني كنت في صلاةْ
فكنتُ لا أدركُ شيئاً
حتى أنستني لحظاتي..
معنى الخشوعْ
لا في قيامي أو ركوعي ..
ولا عند سجود الجباهْ
ورفعت أمري لأشكو.. للإلهْ
لينقذني من هذا المريبْ
وقلت في سِري:
يا رباهُ لطفك
أن بعض الناس..
قد عماها الغرورْ
وتريد منا أن نركع
وننحني لها خضوع الجباهْ
وتريد منا بأن نناديها..
وندعوها..
كما ندعو الإلهْ
فتنبهتُ إلى نفسي
واستفقت على صوت المصلين أمامي
ومن خلفي..
وعن يميني وشمالي
فسمعتُ همسًا وترتيلًا..
تحركهُ الشفاةْ
لقد شردت بخيالي
وصحوت والناس من حولي
تقولُ:
الله أكبرْ .. الله أكبرْ .. الله أكبرْ
لا إله إلا الله
الله أكبرْ .. الله أكبرْ
ولله الحمدْ
وقد فاتني التكبير والتهليلْ
ورجعت إلى نفسي
أعاتبها لِمَ هذي القساوةْ
وحوقلت في نفسي
وقلت:
يا ربِ أسألك النجاةْ
وتيقنت فجأةً..
أني كنتُ في غفلةْ!
وربما قد كنت أحلمْ
ولست حقًا في صلاةْ
فربما كنت أهذي!
ولا أعلم حقيقة الأوهامْ
فهل يا ترى ذلك واقع..
أو قد تعتريه الحقيقةْ؟!
فيا أحبتي ..
من يدرك التأويل
فليأتِ لنا التفسيرْ
أو نُصحٍ يطمئننا
لكي أصحو من الأوهامْ
وحلمي غدًا أنساهْ