2024
Adsense
مقالات صحفية

نداء عاجل إلى وزارة التربية والتعليم

سميحة الحوسنية

بمزيد من الاستياء المجتمعي، وحالة من الغضب والحزن على تفشي ظاهرة دهس أبنائنا الطلبة والطالبات مع بدايات عامهم الدراسي؛ والتي انتشرت في الآونة الأخيرة لتكتب مشاهد وأحداثا جديدة، وهمومًا يومية يكابدها أولياء الأمور خوفا على أبنائهم الطلبة، وترقب عودتهم بالسلامة لتقر أعينهم برؤيتهم.

فكم أثر في نفوسنا مقطع الفيديو الذي انتشر مؤخرا لإحدى بناتنا الطالبات وهي تسقط من على الحافلة ولا تقوى على النهوض إلا بمساعدة زميلاتها اللاتي هممن إليها، وحالة الذعر والخوف التي سيطرت على المشهد التراجيدي فكانت في حالة صعبة.

ماذا لو لم يمر في تلك اللحظات من يساعدها ومضى عليها وقت طويل؟
كم أفجعتنا رؤيتها وهي تحاول أن تنهض بجسدها الضعيف لتقف من جديد، تخونها قواها وتسقط لا حول لها ولا قوة.. فكان لطف الرحمن وعنايته لها. الكثير من الأحداث ذاتها ترسل آلاف الرسائل لأصحاب القرار.. فماذا لو.. ولو.. ولو..؟.
تلك المشاهد تتكرر في كل عام دراسي؛ فتمطر فصولًا من الحزن على فلذات أكبادنا وأسرهم، وللكادر التعليمي، وتبدد فرحتهم ببدايات جميلة لعامهم الدراسي.. كم كنا نأمل أن يكون هناك تقيد من قبل أصحاب المركبات بتعليمات السياقة الآمنة، وضرورة الانتباه أثناء ذروة ازدحام أبنائنا الطلبة؛ سواء كان على مداخل المدارس والتي تحتاج إلى الكثير من التنظيم، حتى وصولهم أمام منازلهم، والتأكد من سلامتهم.

وعلى الرغم من التحذيرات المتكررة، والدعوة إلى ضرورة الالتزام والحرص على سلامة أبنائنا الطلبة ما زالت تتكرر تلك الظاهرة التي باتت تشكل مصدر قلق لجميع فئات المجتمع.

فكم من أرواح بريئة غادرتنا وتوقف نبضها فعانقتها الأكفان وودعتها العيون والقلوب تنفطر.. فكانت الطفولة التي ذبلت وتساقطت أوراقها الخضراء في عمر الزهور.

استقراء للواقع الذي نعيشه بأحداثه المخفية؛ أتوجه بالنداء العاجل إلى وزارتنا الموقرة.. ألاّ تدع تلك الأحداث تمر مرورًا عاديا.. وأن تكون بداية انطلاق لقرارات جديدة وهامة، وبصمات تشعرنا بالاهتمام الذي توليه الوزارة لسلامة أبنائنا الطلبة؛ لكي لا نعود إلى تلك المشاهد بأحداثها الحزينة التي تستيقظ عليها عماننا الحبيبة وتبدد أفراح العودة إلى مقاعد الدراسة.

هناك ضرورة ماسة لوجود مشرفين ومشرفات في الحافلات الحكومية وغيرها؛ لتشرف على سلامة الطلبة، ونؤكد على أهمية عمل دورات تدريبية لجميع سائقي المركبات بالمدارس يتم خلالها إبراز جميع النقاط بدءًا من صعود الطلاب إلى الحافلة حتى الوقوف إلى آخر محطة، والتأكد من خروج الجميع، وكل ما يتعلق بالأمن والسلامة، وأيضًا خضوع الطلبة لبعض الدورات التدريبية فيما يتعلق بالقواعد والإرشادات الضرورية والماسة أثناء صعودهم للحافلات المدرسية والنزول منها بطريقة عملية مبسطة توضح لهم أهمية الالتزام بأنظمة السلامة وعدم إحداث الضجيج، والجلوس أثناء قيادة السائق للحافلة واحترامه، والكثير من الدورات التي توصل الفكرة بالشكل المطلوب وتنمي فيهم جانب الوعي والحرص على النظام منذ بداياتهم.

فمتى سنقول يا وزراتنا الموقرة لتلك المشاهد المؤلمة وداعًا مع مزيد من الوعي والتثقيف المستمر.. القرار بأيديكم، ولنسدل الستار على تلك الأحداث.. ونسعد ببدايات جديدة.

دمتم أبناءنا الطلبة في حفظ الله ورعايته.. ورحم الله تلك الأجساد الصغيرة التي غادرتنا بلا عودة.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights