2024
Adsense
أخبار محلية

مسار العولمة الرقمية

كتبت:
شهاير بنت خالد الكثيرية،  وصفاء بنت شيبان العدوية

إن الإنسان بفطرته خُلق مساهماً في التنمية وإشعال وهج التغيير في المجتمعات، وما تفكر به عقولنا اليوم يختلف تماماً عن فكر الأمس، ولا نخفي القول إن معظم المجتمعات تنهض بفكرة، ثم تنتشر تدريجياً إلى باقي المجتمعات، إذن من الجدير بالذكر أن تباين المجتمعات هي السبب الأساسي لانتشار مصطلح العولمة.

على سبيل المثال: لو لاحظنا مسار تطور الهاتف المحمول من كتلة صغيرة ثقيلة مرصّعة بالأزرار، إلى شاشة لمسٍ مليئة بآلاف الأسرار، فيتضح بعد ذلك أن فكرة الهاتف لم تتوقف عند المجتمع المنشئ لها، بل قامت باقي المجتمعات بنحته بما يناسب ثقافتها وحضارتها. الفكرة لا تقتصر على هاتف محمول فقط؛ بل تعدت ذلك لتشمل عالماً رقمياً ممتداً لكل دول وبلدان العالم. حيث إن جميع المجتمعات التي وصلها المصطلح الرقمي تأثرت به وفق ضوابط وأساسيات، فأصبح مصطلح الرقمي بشكل عام والإلكترونيات الرقمية بشكل خاص بمنتهى الأهمية بين الأفراد والمجتمعات، ولها اتساع كبير في مختلف مراحل التعليم، والتخصصات، ومناهج الحياة. لذا نحن هنا نتساءل: هل يليق إطلاق عنوان العولمة الرقمية على هذه المرحلة؟

وفي هذا الصدد، أعرب الفاضل علي بن خميس الكثيري مدير مدرسة سلمان الفارسي للتعليم الأساسي عن رأيه في العولمة الرقمية وتأثيرها على الجانب التربوي قائلا:
“من وجهة نظري أن تأثير الجانب الرقمي والتكنلوجيا بشكل عام أدى إلى ضعف التماسك الاجتماعي، فكما نرى وسائل التواصل أحدثت تغييراً فكرياً ومعرفياً، وتغييراً في القيم والأخلاق؛ فظهر التنمر الإلكتروني والإدمان الإلكتروني، وأصبحت مسؤولية الأهل والمدرسة مسؤولية كبيرة”.

كما هو الحال لكل جانب سلبي هناك جانب إيجابي؛ فعن التربية الرقمية قال الكثيري:
“من الصحيح تطبيق التربية الرقمية في المدارس، وذلك لتوظيفها في مساعدة المعلمين والطلاب على معرفة واستخدام التكنلوجيا، واستكشاف العالم الرقمي، أي أن تطبيقها أصبح ضرورة حتمية في الوقت الحالي، وأساس التقدم في التعليم. أضيف إلى ذلك عند تطبيق التربية الرقمية بالشكل الصحيح فإنها سوف تعمل على الحد من مخاطر التوسع الرقمي الكبير حول العالم”.

وأكدت الفاضلة مريم البلوشية أستاذة في مدرسة عين جالوت للتعليم الأساسي على مدى تأثير الجانب الرقمي بالجانب الأدبي قائلة:
“إن العولمة الرقمية وجودها أصبح شيئاً لا بد منه في حياتنا وحتى في مدارسنا، لذلك سوف تؤثر في أدق تفاصيل حياتنا. أيضا سهلت العولمة الرقمية ظهور وانتشار الأدب بشكل كبير، حتى بين عامة الناس، وفي المناسبات الأدبية أصبح للناس رأي ومشاركة بسبب العولمة الرقمية”.

وعن مساهمة التوسّع الرّقمي في نمو الإعلام والتسويق، يوضح الفاضل محمد نصر البلوشي مذيع وصانع محتوى بقوله:
“لعب التوسع الرقمي دوراً كبيراً في تطوير أشكال التسويق لمختلف البرامج والتقارير الإعلامية، حيث ساهم بنقلة نوعية في إظهار المواد بشكل أجمل وأبهى، وبسرعة إنجاز أكبر عن الوقت السابق”.
وأكمل حديثه مؤكداً على مدى تأثير العولمة الرقمية في خبرته قائلا:
“أتاح هذا الأمر لي تسهيلات عديدة في مجال الإعلام، بحيث أصبح من الممكن تصوير المواد بشكل أبسط وجهد أقل، ثم باتت عملية إنتاج العمل وإخراجه بشكل أكثر سلاسة مقارنة بالفترات السابقة”.

وفي هذا الجانب أوضح محمد القمشوعي، مهندس ميكانيكي صيانة عامة مدى تأثير العولمة الرقمية على تفاصيل حياته اليومية بقوله: “العولمة الرقمية هي ربط العالم رقمياً، وفعلاً أجد من الضرورة مواكبة العولمة بما يتناسب مع القيم والأخلاق، ويجب أن لا نكون جاهلين بالأشياء الي تحصل عالمياً، ونأخذ المعطيات الجديدة والتطورات ونضعها في إطار القيم والاخلاق الخاصة بنا، إضافة الى ذلك يمكن أن يساعد في التطوير المهني والتقدم في العمل.

ومع ذلك، يجب التحلي بعناية واحتياط مع المعلومات التي يتم الحصول عليها من مصادر مختلفة، والتأكد من صحتها ومدى دعمها بالدليل العلمي”.
وعلى مستوى عمله وخبرته في التصميم ثلاثي الأبعاد قال القمشوعي:
“إن التوسع الرقمي المتسارع يسهل الحياة العملية؛ فهذا التوسع أضاف المزيد إلى التصميم الثلاثي الأبعاد من عدة نواحٍ، وخلق قوة من خلال تحليل البيانات وتحليل التصاميم وتطوير أداة التصميم، وساعد كل شخص في تطوير استراتيجيته الخاصة في التصميم ومشاركتها مع الجميع”. وختم محمد القمشوعي قوله:
نعم، هناك أهمية للتوسع الرقمي اليوم وغداً وفي المستقبل، سواء كان في مجال التصميم أو في مجالات لها علاقة بالثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي وغيرها من المجالات.

وأكد أحمد العبد السلام، طالب تخصص أمن المعلومات ومصمم جرافيك دور التوسّع الرّقمي في نمو جانب حسّ التصميم لديه بقوله:
“هناك مجالات مختلفة ظهرت مؤخراً مجاراتاً مع التوسع الرقمي التي من خلالها توسعت مداركي في مجالات التصميم المختلفة، حيث إن التصميم الجرافيك لا يقتصر على مجال التواصل الاجتماعي؛ وإنما هناك مجالات مختلفة، مثل الهويات البصرية والمواقع الإلكترونية وغيرها من المجالات المختلفة التي تشغل حيّزاً واسعاً في الثورة التقنية”.

هناك دارسات وأبحاث علمية تُعنى بتوظيف التصميم في الذكاء الاصطناعي، ومن هنا، فمن الممكن أن نتطرق إلى سؤال مهم حول الذكاء الاصطناعي في التصميم، وهو: هل من الممكن مستقبلاً الاستغناء عن الأيادي البشرية؟
فمن وجهة نظر العبد السلام أنه لا يمكن الاستغناء عن العقول البشرية كلّياً، وإنما قد يكون للذكاء الاصطناعي حلولاً لمجالات محددة في مجال التصميم. وختم أحمد العبد السلام مشاركته مستعيناً بتخصصه الجامعي (أمن المعلومات):
“منذ إنشائي للمشروع الخاص بي في مجال التصميم قررت أن أتخذ تخصصاً جامعياً يسهم بتطوير موهبتي في مجال التصميم، حيث كان قبولي في تخصص تقنية المعلومات في جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بصحار مرحلة مهمة في تعرّفي على مجال التصميم على نحو أكاديمي، وكذلك التركيز على مجال تصميم المواقع الإلكترونية، حيث إن المجال أصبح مطلوباً إلى حدّ بعيد، وهذا بدوره يسهم في التحول الرقمي للأعمال التجارية”.

ومما لا شك فيه وصول تأثير العولمة الرقمية للمجَال الطبي، حيث شاركت الفاضلة آمنة الشريقية ممرضة قانونية أولى تخصص مكافحة العدوى بمستشفى الرستاق، بعضاً من إضافات التوسع الرقمي في المجال الطبي قائلة:
“ساعد المجال الرقمي في حفظ التاريخ الطبي للمريض؛ مما سهل نقل معلومات المريض بين الأطباء داخل المؤسسة وبين المستشفيات الحكومية في السلطنة، ووفر الوقت وساعات الانتظار في تقديم الخدمة. كذلك بنَت الثقة بين الطبيب والمريض من خلال توفير السرّية التامّة والخصوصية للمريض؛ لأنه بدلاً من استخدام الملفات اليدوية والأوراق والطوابع، أصبح لكل مريض ملفاً إلكترونياً لحفظ المواعيد وتقديم الرعاية في الموعد المحدد”.
وعن أهم التطبيقات المستخدمة للخدمة الصحية ذكرت الشريقية برنامج (مورد) الذي وفر الوقت والجهد لدى العاملين في القطاع الصحي بقولها:
“إن برنامج مورد يهدف إلى إنجاز المعاملات بكل سهولة ويسر؛ حيث يقدم خدمات كثيرة للموظف مثل الإجازات، والاستقالة، والنقل وغيرها”.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights