القيادة الريادية
يوسف بن عبيد الكيومي
مدرب القيادة الإدارية والقيادة التربوية.
أُعطي موضوع القيادة الريادية جل الاهتمام من قبل الدول والمؤسسات الجامعية والباحثين والمهتمين بهذا النوع من القيادة في السنوات الأخيرة كموضوع عالمي له أهميته ودوره الإيجابي على أداء المنظمات، وإثراء للميزة التنافسية فيما بينها وذلك من خلال تفعيل وتطبيق أبعاد القيادة الريادية؛ بقصد تهيئة المناخ الداعم لإنتاج قدرات وكفايات قيادية إدارية لديها القدرة على التأثير والإبداع والنفوذ. وتعرف القيادة الريادية بأنها “تنظيم عدد من الأشخاص لتحقيق هدف معين يشترك الجميع فيه عن طريق استخدام النمط والسلوك الريادي”.
ولعل أهم ما يساعد القائد الإداري الريادي تنظيمه للأشخاص ووقوفه على المخاطر التي قد تتعرض لها المنظمة والتابعون، وتحسين كل ما يتعلق بجانب الابتكار للاستفادة من الفرص المتوفرة، وتحمله للمسؤولية كقائد، مع قدرته على إدارة التغيير بالبيئة العملية لصالح المنظمة؛ ليقوي ظهور قيادته الريادية بالأسلوب الأنفع لتيسير العمل بالمنظمة.
وتتم الاستعانة برواد الأعمال من قبل القيادة الإدارية وذلك لما يمتلكون من مهارات وقدرات جعلت منهم روادا ناجحين قادرين على تطبيق ما يمتلكونه بالبيئة العملية بشكل ناجع ومفيد للمنظمة وللأشخاص التابعين.
ولعل أبرز الصفات التي يتمتع بها القائد الريادي تتمثل في درايته التامة بنوع الهيكل التنظيمي الذي يتضح بشكل أو بآخر في المنظمة مع استخدامه حزمة من الأساليب وبصورتها الطبيعية والتي دائماً ما تكون كل توقع من رواد الأعمال، حتى يتمكن من تحديد الفرص المتوفرة لتحقيق المصلحة للمنظمة، ويجب عليه أن يكون قادرا على إدارة التغيير بالمنظمة متى ما تتطلب الأمر ذلك ليصل بكل الطرق للمصلحة المراد تحقيقها للمنظمة والأشخاص التابعين لها. ومتى ما كان القائد الريادي قادرًا على التعلم الفعال والسريع كان أدرى على فك الغموض ببعض مراحل العمل وأوقاته بطريقة أسرع وأضمن. كما عليه فسح المجال أمام من حوله من التابعين وذلك من خلال إيجاد بيئة جاذبة للتعلم.
والقائد الإداري الريادي لا بد من أن يكون صاحب فكرة يؤمن بها، مع اقتناعه وإصراره على المراد الوصول إليه؛ وهنا عليه أن يكون صاحب مبادرة ويتحسس العواقب وينتظرها، بل هو من يساعد بالانطلاق في تنفيذ الحلول والبدائل، وطرح الأفكار والآراء الناجعة. كذلك فهو صاحب خيال واسع ورؤية ثاقبة تساعده على التعامل مع كل مرحلة من مراحل العمل برأي متخذ وقناعة تامة به ليكون تأثيره في المنظمة في الواقع حاضراً ومستقبلاً، مع حرصه على وجود قاعدة عريضة من العلاقات الإنسانية تربطه بالجميع سواء أكانوا من القادة الرياديين الآخرين، والمنافسين، أو المستفيدين حتى يتمكن من توسيع نفوذه بمجاله، وهذا يتطلب الإصرار على تحقيق الأهداف وعدم الاستماع إلى أعداء النجاحات من المثبطين والمحبطين، وعليه التحلي بالصبر حتى يحقق النجاح؛ فالوصول إلى قمة الهرم يحتاج إلى تذليل ما يصادفه في طريقه من الصعاب والمعوقات؛ لهذا يجب أن يحيط نفسه بأشخاص يتمتعون بالإيجابية يستطيع معهم التقدم نحو النجاح والإبداع بصورة أميز، وحتى يستطيع تحويل خططه وأقواله إلى عمل واقعي مغلف بالتطبيق والممارسة الفعلية وبطرق استباقية وليست تفاعلية؛ لكي تسهم في إيجاد الفكر القيادي الذي سيحقق النتائج المطلوبة، وبأسلوب قيادي ريادي ابتكاري، وضمن فرق العمل المتعددة مع تنوع المصادر التي سيبرز دورها في تحقيق الأهداف المرجوة للمنظمة وللتابعين.