2024
Adsense
أخبار محليةقصص وروايات

الهندباء

سارة بنت سالم اللمكية

في أَرضٍ نابتةٍ تنبضُ بأصواتِ الطفولة، عالمٌ في عُيونٍ بريئة، مبهجٌ بالألوان و المَرح، حور و سَمر و رنيم كأنهن بتلات وَرد متَفتح، تجمعهنّ الصدّاقة والحُبّ واللعب والعُذوبَة.
سَمر دائماً تلاحق الفراشات البيضاء، حور ورنيم تلعبان بالدمى الوردية.
سمر وجهها مثل القَمر، وعيونها لآلئ درّيّة، قلبها شِفاء، روحها ماء، وباطنها جنة الأنبياء.
حور كالحلم الخيالي وكالنور، قلبها سَماء ونقاء.
رنيم إنما هي قدر أليم، ظننا أنها طِفلة رحيمة، لكن الطفولة خدّاعة الرؤى، وَهمٌ وطيفٌ لئيم.
ذات مساء حملت الثلاث زهراتٍ ألعابهن، سمر قالت: لنذهب إلى الحقول ونلعب مع الجندب.
حور تسمع وتبتسم فقط، فأومأت برأسها لنذهب.
أما رنيم فقالت:
لنتسابق في الجبل، من منكن الأسرع؟
و ذهبت الثلاث إلى مكان بعيد عن المساكن، جلسنَ على حافة الجبل، في خوف وجرأة و أمل.
حور البلهاء، تنظر للأسفل وتقول: ماذا لو قفزت؟
سمر القمر، قالت لا، لنغير المكان، لا أريد أن أموت.
رنيم ذات النون المكسور والميم المخيف قالت:
لمَ لا تقفزين يا سمر؟ ستطيرين مثل الحمامة،
و سيكون لديكِ جناحان، وسوف تصلين إلى الغيوم.
رنيم قدر أليم، صوت أنين من الزمن القادم.
قالت سمر بتعجب:
لماذا يا رنيم؟ لمَ اخترتِ الشرّ؟
قالت رنيم: فلتغادري، صديقتي لستِ أنتِ، بل حور،
حور فقط، أنا وحور كم أحببنا الدمى وأنتِ تتهامسين مع أوراق الشجر وتجمعين ألوان الزهر.
و في لحظة الحديث الصاعد والصوت المرتفع، دفعت رنيمُ سمرَ للهاوية، وسقطت سمر أسفل المنحدر.
حور في صمت و كأنها لا تدري ما الذي حدث.
رنيم أخذت دمية سمر وأمسكت يد حور وقالت:
لنذهب يا حور، لنلعب بالدمى، لدينا الآن ثلاث دمى.
و ذهبتا في طريقٍ مجهول النهاية، ربما إلى البيت.
سمر تحولت إلى قمر، وصادقت النجوم،
لم تمُتْ سمر، بل صعدت إلى السماء، وصار لديها أصدقاء رائعون، وعاشت معهم في هناء.
شمس وشهب وأقمار وكواكب وضياء وعالم شاسع.
كانت سمر تظن أن رنيم قدر أليم، لكنها فتحت لها
باباً يوصلها إلى مدينة الأحلام اللامتناهية الحدود.
سمر وجه القمر تعيش الحلم المنتظر.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights