مهرجان التراث البحري يحاكي الرحلة البحرية القديمة بصور ويجسد علاقة الإنسان بالبحر
من وصول الجمال المحملة بالبضائع وحتى عودة السفينة
صور ـ بدر بن مراد البلوشي
شرح مسارات السفن والبضائع التي كانت تنقل عبر كل مسار حسب متطلبات السوق.
تجسد فعاليات مهرجان التراث البحري بولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية علاقة الإنسان بالبحر منذ القدم وذلك من خلال محاكاة الرحلة القديمة التي أبرزت الدور التاريخي للولاية قديمًا وحديثًا كمركز تجاري وموقع الذاكرة والمعارف الفنية لصناعة السفن وفنون البحر ورحلات السفن العُمانية من وإلى الموانئ العمانية.
وبدأت المحاكاة بوصول الجمال المحملة بالبضائع من الولايات المجاورة محملة بالبضائع مثل الليمون المجفف والتمور المجففة وأيضا المسافرين لتتم عملية التحميل مصحوبة بالأفراح والأهازيج والفنون التراثية مثل وعرض التحدي بين البحارة (سباق الماشوة).
وشهدت المحاكاة شرحا لمسارات السفن والبضائع التي كانت تنقل عبر كل مسار حسب متطلبات السوق قديما مثل السفن المغادرة إلى موانئ الخليج العربي والبصرة وشط العرب وعبادان وتكون محملة بأخشاب الجندل والليمون وطينة العيجة أو تلك المتوجهة إلى القارة الهندية والتي تكون محملة بالتمور المجففة والأسماك المجففة, أو السفن التي كانت تبحر على خط السير إلى مرباط وموانئ اليمن والصومال وممباسا وزنجبار والمحملة بالتمور والأسماك المجففة والملح.
وشملت المحاكاة ايضا عودة السفينة من العراق محملة بأنواع من التمور والمسافرين وبعض الهدايا إضافة إلى ممارسة قوارب الصيادين عملية الصيد في الخور.
ويصف أحمد بن مسلم العلوي ابن أحد أشهر نواخذة مدينة صور مسار التجارة البحرية الصورية قديما حيث أنه أبحر في يوم الجمعة مساء في الساعة 7 في ليلة مقمرة من شهر أغسطس على متن سفينة شراعية من نوع البوم محملة بأخشاب الجندل المستوردة من أفريقيا وبعض المواد المحلية من التمر والليمون المجفف ، وأثناء الإبحار ليلًا كان الاعتماد الكلي على حركة وسرعة الرياح التي تساهم في الفترة الزمنية للرحلة وكانت المحطة الأولى طيوي وقت الوصول فجر اليوم التالي للتزود بالماء من وادي شاب حيث يشتهر بوفرة وعذوبة المياه فيه وهذه عادة السفن أثناء توقفها في الموانئ المحلية تقوم بالتزود بالمواد الأساسية التي تساعدهم على إكمال رحلتهم. وكانت المحطة التي تليها وهي المحطة الأساسية التوقف في ميناء مطرح بمسقط لاستخراج التصاريح اللازمة والتراخيص لكل بحار أو مسافر في السفينة وتعتبر هذه الوثائق هي جواز العبور للموانئ في الدول التي تمر بها السفينة في مسار سفرها بعدها تم التوقف في ميناء دبي لبيع المواد المحملة وعملية التبادل التجاري في السفينة ونزول بعض الركاب القاصدين لدبي بعدها تكون هناك محطات توقف في البحرين وقطر والكويت وصولا الى البصرة حيث يتم تفريغ وبيع جميع الحمولة المتبقية من خشب الجندل والليمون المجفف ويتم استبدالها وشراء التمور المشهورة والمطلوبة في الموانئ الأخرى لبيعها والاتجار بها بعدها تعود السفينة المحملة بالتمور من ميناء البصرة الى صور للاستراحة وتفريغ جزء من حمولتها للبيع وأيضا لاستراحة النواخذة والبحارة واللقاء بأهاليهم وذلك لعدة ايام.
وأضاف أنه بعدها يتم تحميل السفينة بالتمر المجفف (البسر (وكذلك الأسماك المجففة والليمون بالإضافة الى ما تبقى من تمور البصرة للتوجه الى مدينة بومباي في الهند وبعد تفريغ الحمولة تتجه السفينة إما إلى ميناء كاليكوت لشراء خشب الساج او ميناء مانجلور لشراء مادة الكبريل (القرميد) التي تستخدم لتسقيف الأسطح والمنازل ويتم تحميلة وبيعة في شرق أفريقيا حيث تستخدم كمادة أساسية هناك وتعود السفن محملة في رحلة تستغرق من شهرين الى 3 أشهر محملة بالأرز والتوابل والأقمشة.
من جانبه قال علي بن خميس العلوي إن الجمال تأتي من ولايتي جعلان بني بوعلي وجعلان بني بوحسن من شمال الشرقية محملة بالليمون والبسر إلى جانب وصول بعض العائلات المسافرة الى شرق أفريقيا لطلب الرزق.
وأضاف أن الحركة اليومية الموجودة في خور البطح بحي العبور من العيجة إلى صور الساحل تأتي لشراء بعض المواد الغذائية وغيرها من الاحتياجات من السوق الرئيسي بعد ذلك يتم نقل البضائع على السفن المسافرة الى البصرة .
وبين أنه عندما يحل موعد السفر كان يتم توديع السفن من قبل الأهالي خاصة في توديع السفن المغادرة إلى شرق أفريقيا وكان السفر يبدأ في شهر أغسطس ويتم انتظارها في العودة في نهاية شهر ابريل، او مايو.
وبين أنه بالنسبة لوقت قرب صيد الأسماك فكان يبدأ من الفجر حيث يصل الصيادون إلى رأس الجنز او ما يسمي بالجشار لصيد الأسماك والعودة في وقت الظهر, كما أن مشهد حركة النساء والأطفال يلعبون بعض الألعاب الشعبية في القرية فهي مشاهد رائعة.
كذلك قال جمعة العلوي إنه بعد مغادرة السفن محملة بالبضائع متجهة إلى مقصدها كان هناك هوري العبرة الذي يتم عن طريقه نقل الناس من العيجة الي البطح والذهاب الى السوق وثم العودة محملين بحاجاتهم اليومية وأيضا النساء ربات البيوت يعملن بغسل الملابس والأواني على سيف البحر وجلب الماء من البحر للغسيل فهي مشاهد جميلة.
وأضاف أن الصيادين يقومون بالبحث عن الرزق وقوت يومهم فيما يخرج الأطفال بألعابهم التقليدية .
وبين أنه عندما تأتي لحظة السفر وبعدما تصل البضائع من شمال وجنوب الشرقية فتحمل فالسفن يحين وقت الوداع.