قصيدة المطر
خلفان بن ناصر الرواحي
ودّع المساء،
وانبلج الصبحُ
والغيومُ لا تزال
عاليةً وسماؤنا تسحُّ
من دموعها الهَمَالْ
كأنّ فجرًا جديدًا قادمٌ
يزفُّ بشرى لنا
بعد سنوات طوالْ
ويداوي كلّ ما على البسيطة
من سقامٍ وفطامْ
وتسللت دموع الفرح
من شبابيك ذاتي
تناديني وكأنني طفل
بات مشتاقًا لدفءِ حضنٍ
قبل أن ينامْ
مطر .. مطر .. مطر
قطرات تهز سمعي
بأنغامٍ بديعة..
وتساءلتُ أيّ حُزْنٍ ينجلي مع حبات المطر؟
وكيف تتناغم المزاريب..
إِذا الغيث انهمر؟
وكيف أشعر فيه بارتياح كبير؟
وكيف حالي مع هذا المطر؟
وتذكرت من الماضي
كيف كانت تلك العلاقة
ومنذ أنْ كنَّا صغارًا..
كيف كانت السماء
تغيمُ في الشتاء..
ويهطل المطرْ
مطر … مطر … مطر …
وكأن دقات قلبي تتراقص
مع كل قطرٍ من مطر
وتتناغم الأشجان مع
نسائمها كمثل ألوانِ الزَّهَرْ
وكلّ قطرة هي ابتسامٌ
وهي انتظار لفجرٍ مزدهرْ
أو حُلمٌ تورَّد على شفاهي
لعالم الغد ببشراهُ
لميلادي وحلمي المنتظرْ