2024
Adsense
مقالات صحفية

وجب ردع هذه الفئة ليعتبر الآخرون

صلاح بن سعيد المعلم العبري
عضو جمعية الصحفيين العُمانية

هطول الأمطار والسيول من الخيرات التي يُنعم بها الله تعالى على الإنسان والبلاد لإحياء الأرض والزرع، إلا أن بعضهم يصر بعناد أن يحول تلك الفرحة والنعمة لنقمة وأحزان، عندما يسعون إلى تسجيل موقف يعتبرونه بطوليًا من وجهة نظرهم عند عبور الأودية، لينتهي بهم الحال في مشهد محزن أو حادث أليم، ورغم ذلك لم يعتبر الآخرون بتلك المشاهد الأليمة والمرهقة للنفس؛ لنجد ذلك التهور والرعونة تتكرر عند هطول الأمطار وجريان الأودية.

إن مشاهد مآسي المتهورين باقتحام مياه السيول أثناء جريانها يعتبرها البعض من ذوي العقلية الشبابية السطحية المتهورة من المسابقات التي يريد أن يظفر بها، ويصفق له المتابعون والمشاهدون دون أن يتريث قليلًا، ويفكر فيما لو جرفته تلك المياه العاتية التي لا يستطيع أن تقف أمامها الجبال من قوة دفعها، إلا أننا نراهم يسارعون باجتياز مياه الأودية الجارية، وما هي إلا لحظات ليفقد السائق السيطرة على السيارة لتجرفها المياه إلى مصيرها المحتوم، ولا يستطيع من يراقبون المشهد تقديم يد العون، ويكتفي البعض بتوثيق مشاهد الكارثة لتتداول عبر المنصات الإلكترونية، فيما يهرع آخرون للاتصال برجال الشرطة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ويعود سبب تكرار المأساة لضعف وعي السائق، ومخالفته التحذيرات بالمجازفة واقتحام المياه الجارفة بسيارة لا تستطيع العبور والصمود أمام تلك المياه، وكما هو معلوم أن وزن السيارة الصغيرة في الغالب من طن إلى 3 أطنان، بينما وزن المتر المكعب الواحد من الماء يساوي طنا؛ وبالتالي القوة التي تدفع بها مياه السيول السيارة أثناء العبور تفوق قدرتها لتنجرف سريعًا وسط المياه.

ونجد مآسي المجازفين بعبور مجاري الأودية أثناء جريانها تتكرر بعناد، وتستنزف معها جهود رجال شرطة عمان السلطانية رغم تحذيراتها الدائمة بمخاطر عبور الأودية؛ ولذلك يجب ونطالب بفرض عقوبات رادعة على هذه الفئة، لتكون لهم رادعا، لعل أن تختفي هذه الظاهرة السلبية من مجتمعنا.

حفظ الله عماننا الحبيبة، وسلطانها المفدى، وشعبها الأبيّ من كل سوء ومكروه.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights