2024
Adsense
أخبار محلية

وزارة الصحة تحتفل ” باليوم العماني للتبرع بالأعضاء”

مسقط – النبأ

تصوير/ عبد الفتاح الغافري

بــلغت عدد عمليات زراعة الأعضاء في سلطنة عمان حوالي 347 عملية تضمنت عمليات زراعة الكلى بمقدار 325 عملية لـــ 306 من المتبرعين الأحياء و19 من المتبرعين المتوفين، بينما بلغت عمليات زراعة الكبد 22 عملية من المتبرعين الأحياء، كما بلغ عدد المتبرعين ما بعد الوفاة في تطبيق (نظام الشفاء) التابع لوزارة الصحة حوالي 7092 مسجل.

حيث احتفلت وزارة الصحة ممثلةً بالبرنامج الوطني لزراعة الأعضاء وبالتعاون مع الرابطة العمانية لزراعة الأعضاء صباح اليوم (الإثنين) “باليوم العماني للتبرع بالأعضاء” الذي يوافق (19 ديسمبر) ذكرى إجراء أول عملية نقل أعضاء في السلطنة ليكون هذا اليوم مناسبة سنوية لتذكير المجتمع بأهمية التبرع بالأعضاء ومساعدة مرضى الفشل العضوي.


تخلل الاحتفالية إطلاق الحملة الوطنية للتوعية بالتبرع بالأعضاء والتعريف بالبرنامج الوطني لزراعة الأعضاء، وتنفيذ حلقة عمل حول تدريب العاملين الصحيين على السياسات والبروتوكولات الخاصة بالبرنامج.
رعى المناسبة معالي الدكتور محمد بن سعيد المعمري وزير الأوقاف والشؤون الدينية ، بحضور اصحاب المعالي والوكلاء وعدد من مسؤولي وزارة الصحة، بالإضافة لعدد من الكوادر الطبية من مختلف مؤسسات القطاع الصحي في سلطنة عمان، وذلك بفندق جراند ميلينيوم.

يهدف البرنامج إلى توعية أفراد المجتمع بأهمية التبرع بالأعضاء كعمل إنساني ومبادرة سخية تعد الحل المناسب لعلاج الفشل العضوي مثل (الفشل الكلوي والكبد وغيرها) من الأعضاء الحيوية التي يعاني منها ملايين المرضى على مستوى العالم، كما تهدف الحملة الوطنية إلى إنقاذ الحياة البشرية وإلى تقديم خدمة إنسانية من المتبرع لإنهاء معاناة مريض يتألم لعدة أعوام.
وقال معالي الدكتور محمد بن سعيد المعمري وزير الأوقاف والشؤون الدينية: إنّ أصدق رسالة قول الله عز وجل ‏{وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} ومن مقاصد الشريعة الإسلامية حفظ النفس والمال وهذا الأمر يتحقق بالتبرع بالأعضاء بعد الحكم الشرعي بجواز ذلك.

وأضاف معاليه أنّ التبرع بالأعضاء من الصدقات الجارية التي يحث عليها ديننا الحنيف إلى أن نسعى إلى إسعاد الناس والحياة الطيبة لهم ورفع المعاناة من الألم الذي يعانونه، ونشد على أيدي المتبرعين ونحثهم على ذلك، داعيًا الأفراد والمجتمع إلى المبادرة إلى هذا المسعى الوطني.
من جانبه أشاد سعادة جون جبور مُمثل منظمة الصحة العالمية في سلطنة عُمان بالجهود المتواصلة والمستمرة لتعاون المكتب مع وزارة الصحة حيث تمت مراجعة برنامج زراعة الأعضاء في السلطنة، والخروج بتوصيات مهمة كان من أبرزها حلقة العمل الوطنية، التي يجتمع فيها ممثلين من جميع الجهات الحكومية والأهلية ، ومؤسسات المجتمع المدني لبناء أساس متين لبرنامج زراعة الأعضاء في السلطنة.


.
وأضاف سعادته: أن منظمة الصحة العالمية، أعدت تقريرًا شاملًا تضمن مراجعة عميقة للوضع الحالي للبرنامج الوطني لزراعة الأعضاء، حدد التقرير المجالات ذات الأولوية التي يتعين تعزيزها كما تطرّق لوجهات النظر القانونية والأخلاقية والسريرية التي يتوجب معالجتها، علاوة على ذلك اقترح فريق عمل منظمة الصحة العالمية المعني بالتبرع بالأعضاء والأنسجة البشرية وزراعتها خارطة طريق وطنية واضحة لتوجيه البرنامج إلى الأمام.
.
وأكّد أنّ المكتب القُطري لسلطنة عُمان سيلتزم بدعمه المعتاد لبرنامج زراعة الأعضاء، حيث حددنا بالفعل مجالات التعاون المشتركة، لتعزيز البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء، ورفع الوعي الصحي والمجتمعي بأهمية الموضوع، بما يتوافق مع توصيات منظمة الصحة العالمية فيما يتعلق بمستوى الأمان والجودة والفعالية للتبرع بالخلايا والأنسجة والأعضاء البشرية وزراعتها.

تضمن برنامج الحفل محاضرة علمية قدمها: الدكتور أحمد بن سعيد البوسعيدي مدير البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء ورئيس الرابطة العمانية لزراعة الأعضاء، تطرق فيها إلى التعريف بالبرنامج الوطني لزراعة الأعضاء والذي يهدف إلى المساهمة في تحقيق المبادئ المقررة في مجال نقل وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية.

أشار البوسعيدي إلى أن أعداد مرضى الفشل العضوي كبيرة في سلطنة عمان وهذه الأعداد لسوء الحظ في ازدياد، إذ أن هؤلاء المرضى هم جزء من مجتمعنا وهم يعانون بشكل كبير جداً بسبب الضمور العضوي بحيث إن أغلبهم تصبح حياتهم معتمدة بشكل أساسي على الأجهزة مثل مرضى الفشل الكلوي وهناك من يتوفاه الله قبل توفر عضو بديل منهم مرضى فشل الكبد أو القلب أو الرئتين، مشيراً إلى أن هناك أعداداً كبيرة جداً من مرضى الفشل العضوي الذين لا يوجد لديهم متبرعون بسبب الأمراض المزمنة في العائلة أو بسبب عدم الموافقة لتعريض أقاربهم لعمليات التبرع بالأعضاء.

وأضاف: إن بعض الأعضاء مثل القلب والرئتين لا يمكن التبرع بها من متبرعين أحياء، فالحل الأمثل في هذه الحالات هو الحصول على الأعضاء من متبرعين ميتين دماغياً، وهذا لا يتعارض مع ديننا الحنيف ومع القوانين الدولية، يل إنه يعتبر من الصدقات الجارية.

وتابع: سلطنة عمان من أوائل الدول التي بدأت بزراعة الأعضاء في المنطقة إذ أن أول عملية نقل أعضاء في السلطنة كانت في عام 1988 واستمر الوضع بعمليات محدودة في مستشفى جامعة السلطان قابوس والمستشفى السلطاني ولم يحصل تطور ملحوظ في هذا الجانب لعدم وجود برنامج وطني ينظم ويتابع ويدعم التبرع بالأعضاء.

ووضح: لقد تم تأسيس البرنامج الوطني لزراعة الاعضاء بقرار وزاري عام 2018 ومنه انبثقت اللجنة الوطنية لزراعة الأعضاء، كما تم إنشاء الرابطة العمانية لزراعة الأعضاء لدعم جهود اللجنة الوطنية لزراعة الأعضاء من خلال تثقيف المجتمع ونشر الوعي بأهمية التبرع بالأعضاء.
وقال: إن الحصول على الأعضاء من مرضى ميتين دماغياً يتطلب موافقة الأشخاص قبل الوفاة ولهذا السبب أنشأت وزارة الصحة بالتعاون مع اللجنة الوطنية لزراعة الأعضاء تطبيق للهواتف المحمولة لتسهيل اجراءات التسجيل للمتبرعين، وقامت في الوقت نفسه بسن القوانين والبروتوكولات التي تنظم هذا الجانب حسب معايير عالمية تحترم ديننا الحنيف وتحترم المتبرع والمتبرع له.

فيما أكد فضيلة الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي- مساعد المفتي العام للسلطنة- في محاضرتة: إن برنامج التبرع بالأعضاء لأجل زراعتها لدى مرضى الفشل العضوي يعد من الصدقات الجارية، وجواز هذا الأمر وأنه من القربات والأعمال الصالحة، وإن التبرع بالأعضاء بعد الوفاة هو عمل إنساني بالدرجة الأولى، وهناك إباحة شرعية من الجهات المختصة للتبرع بالأعضاء فما هو المانع من التبرع بها بعد الوفاة؟ وإذا كان المرء لديه الاستعداد للتبرع بما يمكن التبرع به في حياته كالكلى مثلاً أو جزء من الكبد، فما هو المانع من تبرع الإنسان لأهله وأصحابه وإخوته أو أي إنسان كان داخل البلاد أو خارجها لنيل الأجر والثواب بعد وفاته؟
واضاف: توجد قضايا مرتبطة بهذا الحكم يجب أخذها في الاعتبار تتعلق بالأمر الطبي والشرعي مثل الأحوال التي يمكن أن يفضي فيه التبرع إلى ضرر بالغ للمتبرع، مع عدم انتفاع المنقول إليه من زرعت فيه هذه الأعضاء، كذلك الحال فيما للأعضاء التي تتعلق باختلاط الأنساب وألحقت بها ما هو عورة مغلظة.
وأكد فضيلة الدكتور كهلان أنه في حال عدم وجود محاذير شرعية فإن الحكم الشرعي هو جواز التبرع بالأعضاء بل لا مبالغة إذا قلت أنه الأعمال المستحبة التي يؤجر فاعلها بأجر الصدقة الجارية.
تضمنت الفعالية حلقة عمل وطنية التبرع بالأعضاء بمشاركة عدد من المختصين والمعنيين بزراعة الأعضاء في سلطنة عُمان، كما تكريم عدد من المتبرعين بالأعضاء.

الجدير بالذكر أن وزارة الصحة أطلقت مؤخراً التطبيق الإلكتروني التثقيفي لزراعة الأعضاء عطاؤك حياة “8” بهدف تقديم كل المعلومات المتعلقة بزراعة الأعضاء، وجاءت تسمية التطبيق الذي يعُد الأول على مستوى العالم العربي للإشارة إلى أن التبرع بالأعضاء للشخص الواحد ينقذ حياة 8 أشخاص.
وجاءت قكرة التطبيق الإلكتروني الثقيفي لزراعة الأعضاء عطاؤك حياة “8” لتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة والمغلوطة عن التبرع بالأعضاء لدى البعض في المجتمع ليكون هذا التطبيق مصدراً موثوقاً به في هذا الجانب.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights