في رحابك سيدي
شعر: محمد السيد توفيق
أدركت كل جميل ينصف البشر
فكنت أنت جمالا ينطق الحجر
يا سيد الخلق إني قد شرفت بما
قد قلته إن مدحت السيد القمر
إني استطلت بحجم النجم منتشيا
حين امتطيت ظهور اللفظ والصور
لمدحك القلب قد رقت جوانبه
وغرد العقل عصفورا علا الشجر
كم أحكم الشعر أبياتا وقافية
ما كان منه قويا يمنع الخطر
يؤيد الدين إن ضاقت منافذه
حتى تألق نور الحق وانتصر
دعني أنال شريف الفخر في ثقة
وأن أصوغ جميل القول والعبر
وإن تضاءل ما عندي وأنظمه
فذكرك العذب يجلي القول والنظر
من أين أبدأ والألفاظ عاجزة؟
وكيف أحصي هنا أخلاقك الدرر؟
من يرحم اللفظ إن ضاقت مخارجه
عن وصفك الجم فاق الغيث والمطر؟
أعدت للأرض ميزانا تتوق له
حتى سرى العدل بين الناس وانتشر
فأوقف الجور وانهارت ملامحه
وأبعد الكفر والإلحاد فانكسر
ورتل الناس قرٱنا وأدعية
لخالق الكون ترتيلا كما أمر
كم أشرق النور عند البيت منتشرا
فوق السفوح فكان الضوء والشرر
أنصفت كل ضعيف هام منفردا
من بطش ذاك الذي قد يملأ البصر
يا سيدي كنت رمز الصفح نعلمه
حين اغتفرت ذنوبا للذي اعتذر
وعاد للرشد يلقي الشعر في أمل
( بانت سعاد) فكان الرد: قد غفر
في فتح مكة تعفو دونما غضب
أضاء عفوك من ومضائه السير
والصدق منك رصين قبل بعثتكم
صنو الأمانة زان الحل والسفر
من رام تعداد أوصاف تليق بكم
فحسبه من جميل الوصف ما ظهر
يكفيك يا أمل الدنيا بكاملها
صلى الإله عليك وفق ما ذكر