قطر، غيثٌ ومطر
رحمة بنت ناصر الشرجية
أدام الله العزّ والخير، وأنعم على الحبيبة دولة قطر واهل قطر بالخير والمسرّات وعلى جميع الدول الخليجية والعربية.
فعلاً، استطاعت دولة قطر أن توصل رسالةً للعالم أجمع، رسالةً عجِزنا عن توصيلها. رسالة كانت في قلوبنا مضمومة.
شكراً من القلب لدولة قطر على كلّ شيء قدّمَتهُ وما زالت تقدمه في مونديال كأس العالم 2022، وهذه أول نسخة من كأس العالم تُقام في الوطن العربي، والثانية التي تقام في آسيا بعد نسخة 2002 التي أقيمت في كوريا الجنوبية واليابان.
فقد أثبتت الجاهزية التّامة لاستضافة مونديال 2022 في جميع المجالات، سواء كانت رياضية، اقتصادية، بيئية، إعلامية، دينية …ألخ.
هذه البطولة بفضل من الله ستُخلّد في التاريخ كأفضل مونديال يحدث في تاريخ كأس العالم لكرة القدم، وستكون نموذجاً يُحتذى به في المونديالات القادمة.
قطر كالغيث، فالمعنى اللغوي للغَيْث هو المطر الغزير الذي يأتي بالخير، ومثالٌ في ألفاظ الغيث من القرآن الكريم في سورة لقمان، قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ)[٣]، وفي سورة الشورى قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ)[٤]، وفي سورة يوسف قال سبحانه:(ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ)[٥].
لا يُذكر الغيث في القرآن الكريم إلّا في مواطن الخير والرحمة والعطاء، قطر أوصلت رسالة عن الإنسانية بلسان الآخرين، بتعامل الأخرين، وبرأي الأخرين، رسالة إعلامية بطريقة احترافية ومهنيّة، وبكلّ شفافية ومصداقية بما نحن عليه كخليجين وعرب ومسلمين، بكلّ فخر بما نمتاز به من هدي الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ومن القرآن الكريم، وهكذا يجب أن يكون هدي المسلم مع القرآن الكريم، السعي الدائم في العمل به والاهتداء بهداه.
وقفة لكل شخص، ماذا قيل عن دولة قطر سابقاً وماذا يقولون الآن عن قطر؟
دولة قطر التي تبلغ مساحتها 11,521 كم2، جمعت العالم أجمع بمختلف الديانات والثقافات وبمختلف الأجناس، جمعتهم بالودّ والوئام، وعزّزت في الجميع قابلية التكيّف والسعادة والراحة والاطمئنان، سواء كانت دولتهم فازت في المباراة أو خسرت.
نجحت دولة قطر فنياً وجماهيرياً وإعلامياً في مونديال كأس العالم 2022.
إنها قطر كالمطر من وجهة نظر، كنت أتمنى وجود مكان مخصص فقط للنساء في الاستادات الرياضية، حلمي أن أحضر مباراة لكرة القدم، أريد أن أحظى بتجربة عَيش الجوّ في قطر بمعنى الكلمة، راحة الجلوس مع الفئة النسائية بكل أريحية، عن يميني وشمالي امرأة.
لا شكّ بأن الأمن والأمان متوفران في قطر أمن، ولكن متعة المشاهدة والجلوس في النلعب موضوع آخر، أتمنى مستقبلاً أن تأخذ الفيفا بعين الاعتبار خصوصية المرأة في الجلوس وحجز التذاكر كركن ومكان مخصص فقط للنساء في أيّ زاوية من زوايا الاستاد الرياضي.
وأخيراً، أقترح على المعنيين كونه اليوم الأخير لمباريات كأس العالم 2022، وهو يوم مميز، فهو يصادف اليوم الوطني لدولة قطر، أن يتم تسمية هذا اليوم “اليوم العالمي للوئام الرياضي”، تكريماً لما فعلته دولة قطر من إنجاز وتنمية مستدامة في مونديال كأس العالم 2022.
بارك الله فيك يا أمير تميم المجد، فعلاً حققّتَ نجاح تنظيم بطولة كأس العالم بكل جدارة وكفاءة وفاعلية، الأروع والأفضل في التاريخ، نيابةً عن كل عربي ومسلم، شكراً لأمير قطر وشعبها.