مأمورية عربية مغربية في دور ال ١٦
بقلم : إسحاق الحارثي
بعدما تأهل المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم لكأس العالم في العام ١٩٧٠ وتحديداً في المكسيك ولأول مرة في تاريخه، اختار الملك الراحل الحسن الثاني ملك المغرب الشاعر علي الصقلي الحسيني وكلفه بكتابة النشيد الوطني المغربي “منبت الأحرار مشرق الأنوار منتدى السؤدد وحماه دمت منتداه وحماه عشت في الأوطان للعلى عنوان ملء كل جنان ذكرى كل لسان بالروح بالجسد هب فتاك لبى نداك في فمي وفي دمي هواك ثار نور ونار إخوتي هيا للعلى سعيا نشهد الدنيا
إنا هنا نحيا بشعار الله الوطن الملك”.
يعيدنا ذلك الحدث ونحن على مقربة من صناعة تاريخ جديد من الملاحم الوطنية المغربية العربية ونحن نتهيأ ونتأهب وننتظر بكل جوارحنا للمباراة المرتقبة والتي سوف نقف فيها في صف ونبض واحد وسوف نردد فيها جميعاً النشيد الوطني المغربي منبت الأحرار مشرق الأنوار.
مأمورية عربية مغربية
معاً يا أسود الأطلس موعدنا الثلاثاء المقبل السادس من ديسمبر ٢٠٢٢ عند الساعة ٦ مساء بتوقيت مكة المكرمة، سوف نحضر جميعنا لنقف قلباً وقالباً خلف ممثل الوطن العربي الوحيد في الدور الثاني من مباريات مونديال العرب قطر ٢٠٢٢. في هذه المباراة لسنا الوحيدون من يقف خلف المنتخب العربي المغربي بل هناك قارة ثانية تقف برمتها خلفه وهي القارة الأم (ماما أفريقيا) فقارة أفريقيا ثاني أكبر قارة في العالم بكل تعددها العرقي والثقافي وبكل انتماءاتها ومناطقها وحدودها الجغرافية المختلفة والممثلة في شمال وغرب وشرق ووسط أفريقيا وأخيراً أفريقيا الجنوبية، سوف ترفع أياديها بمختلف دياناتها ومعتقداتها متضرعة للبارئ أن يوفق المنتخب المغربي في مباراته أمام المنتخب الأسباني.
كبرت أحلامنا وباتت قلوبنا وجوارحنا في انتظار تحقيق حلم الأمة العربية المنتظر وقد أصبحنا قاب قوسين أو أدنى من تسجيل أول وصول لدور الثمانية من بوابة أسبانيا وبرجال الركراكي وجيوشها أسود الأطلس، لما لا ونحن نملك السجل الضارب في جذور التاريخ لما لا نُحيي تواجدنا في أسبانيا فلتكن هذه المرة من بوابة الرياضة ومن كأس العرب قطر ٢٠٢٢، لما لا يكون درساً يسطر للتاريخ من ملعب المدينة التعليمية.
لابد للاعبي منتخب المغرب أن يكونوا حاضرين ذهنياً مثلما عهدناهم في ما مضى بل هذه المباراة تتطلب حضور ذهني وتركيز عال وعليهم الإيمان بقدراتهم وإمتاع الجمهور المتعطش بمهاراتهم ومستوياتهم الفنية العالية وروحهم الوطنية التي يحملونها في كل مباراة وأن يجلون الليلة القمرية مساء الثلاثاء ولابد أن يكسروا قيد الخروج من دور ال ١٦ وينقشون أسماءهم بحروف من ذهب لدخول التاريخ من أوسع أبوابه لما لا، فهم قادرون، فبعد الفوز على بلجيكا وكندا والتعادل مع كرواتيا، أسبانيا سوف تكون الضحية القادمة التي سوف يطيح بها أسود الأطلس فمتى ما كان هناك طموح وإرادة سابقة فبالفعل هناك عمل دؤوب وبدون شك النتيجة سوف تترجم ذلك الحلم إلى واقع.