جاسم الحرملي لا تَعتقِد أنّ النجاحَ مجرَّدُ صدفةٕ، إنّمَا هو نِتاجُ الجُهدِ والعَملِ الشاق
موهبة جادة في الرسم والتصميم
حاوره – محمود الخصيبي
جاسم بن سالم بن سليم الحرملي…من ولاية أدم
بدأت الرسم في سن مبكّر أيام الإبتدائية، عندما كنت أقضي وقتاً أكثر من المعتاد في التخطيط (خاصةً عندما يتعلق الأمر بتصميم المباني)، أحببت التفاصيل، وإستوحيت أفكاري من الأماكن التي كنت أزورها مع والدي، حيث تتعدد فيها المباني التاريخية والطبيعة بأشكالها، فمن حبي لتلك المناظر؛ جعلني ذلك متشوقاً للتعبير عنها على الورق، وبمساعدة من إخوتي أصبح الأمر أسهل مما كنت أتوقع، وصار الرسم أولى إهتماماتي.
في الحقيقة لم أُعطي الرسم الإهتمام الذي يستحقه، فكنت منشغلاً بعلوم الحاسوب والتعرّف على مكوناته، لكن في المدرسة الإبتدائية وبالتحديد حصة الفنون التشكيلية.. لاحظت المعلمة أن رسوماتي تحتوي على تفاصيل كثيرة في المباني، وزخارف أقرب للواقع [خاصة في الرسم بقلم الرصاص] مما جعلها تنبهر وتطلب مني رسم المزيد من تلك الرسومات في الحصص القادمة، وفي كل حصة تمر عليّ لتصحيح أخطائي وأتعلم منها, إلى أن وصلت للصف الرابع، وتم تكريمي ضمن أفضل طالبين متميزين في مادة الفنون التشكيلية في المدرسة، فعلاً أنا فخور بذلك الإنجاز.
الجدير بالذكر أن تلك الموهبة كانت سبباً في تحبيبي لهوايات أخرى لم أشعر بالإنتماء لها، فأضطررت لتعلمها ودمجها مع الرسم لأخرج بالصورة الأمثل (كالتصميم البرمجي، تصميم المقاطع القصيرة، البرمجة، والإبداع بتنفيذ المشاريع المدرسية) فلم يتغيّر إهتمامي، لكن أصبحت أسخّرها تحت سقف واحد؛ مما جعلني أكثر إبداعاً في تقديم المحتوى خاصةً في البيئة المدرسية، التي كانت تقدم الدعم للكثير من المواهب آنذاك.
أستوقف هذه اللحظة لأشكر الداعمين الأوائل لي، ألا وهُم عائلتي، وبالأخص أبي وأمي الذين أيقنوا أن الجمع بين الدراسة والأنشطة يُسهم في صقل المواهب [خاصة في ظل تفوقي الدراسي آنذاك، كذلك الإعجاب الذي كنت أجده في البيئة المدرسية أعطاني حافزاً للإستمرار، وثقة أكبر بأن هذا ما أبرع فيه.
كما ذكرت سابقاً، رحلتي بدأت من رغبتي في توثيق المناظر، وما ساعدني هو وجود إخوتي الذين استلهمت منهم هذه الموهبة، بما أن رسوماتي كانت تقتصر على تصميم المباني آنذاك، واجهت بعض المشاكل في تصميم العناصر الأخرى [كالشخصيات ووسائل النقل]، لم أحصل على نتيجة مرضية كما وجدتها في التخطيط الهندسي، مما جعلني أفقد الشغف في تطويرها؛ فاتجهت لشغفي الأول وهو علوم الحاسوب، وأعتقد أن هذا ما ساعدني على تجسيدها في الواقع الرقمي.
كان طموحي في البداية أن أصمم خرائط لمباني، وبعض المجسمات الضخمة التي لفتت إنتباهي مع تجسيدها على أرض الواقع، وما زلت أطمح لهذا الأمر وبإذن الله سأسعى لذلك، أما بالنسبة لهدفي الأسمى فهو إتقان الهندسة؛ لأنني كنت أرى في هذه الكلمة بالذات كل معاني الإبداع، وبفضلٕ من الله وتوفيقه، تم قبولي في هذا التخصص وحالياً أنا طالب في السنة التأسيسية.
أبرز مشاركاتي كانت في مجال التصميم الرقمي وأهمها: (البرنامج الوطني لتنمية مهارات الشباب – مسار الناشئة 2020، والحصول على لائحة الشرف بنسختها الثانية في أساسيات وتطبيقات البرمجة في عام 2021)، (دورة مدفوعة من مؤسسة فاير تيك الأمريكية في تعلم لغة البرمجة بايثون – أونلاين)، (المركز الأول في مسابقة ماينكرافت التعليمية لفئة 16-18 لعام 2022)
أختتم حديثي بنصيحة لأولياء الأمور: أن لا يهملوا أبناءهم، ويساعدونهم في اكتشاف مواهبهم لأجل تطويرها، بشرط أن لا تكون على حساب دراستهم، وإنما في أوقات فراغهم.
ونصيحتي لأصحاب المواهب: أنك لن تصل لمبتغاك ما لم تطور من نفسك، فتكرارك لنفس الأمر يجعلك تمل منه إلى أن تهمله، فتفقد الشغف ومعها تلك الموهبة، فاغتنم تلك الفُرص، وأحرص على مصاحبة من لديهم نفس إهتماماتك حتى تزيد من حصيلتك المعرفية.
في نهاية الحوار “لا تَعتقِد أنّ النجاحَ مجرَّدُ صدفةٕ، إنّمَا هو نِتاجُ الجُهدِ والعَملِ الشاق”.