2024
Adsense
أخبار محليةمقالات صحفية

فضلهم علينا

خوله كامل الكردي

فضل المعلم لا يدانيه فضل، فكم من شخصية لمع اسمها في التاريخ وسطرت مآثر لم يسبقها إليها أحد، وكل ذلك بفضل المعلم الذي هو السر وراء شهرة تلك الشخصية، ووضع بصمتها المميزة على مر العصور. وبخاصة في العصر الإسلامي، فقد كان للمعلم أو المربي الأثر الواضح والكبير في نجاح مسيرة طلاب العلم ،فكم من عالم من علماء المسلمين برع في مجاله، وارتقى نجمه وعلا شأنه، بسبب معلمه ومربيه، العالم الذي نهل منه علومه ومعارفه.

ومن أجمل ما قيل في المعلم ما قاله كامل درويش حيث سجل هذه العبارة الذهبية في حق المعلم، وقال: (أي حضارة أشرقت في الكون كانت من ضياء المعلم)، أي أن الحضارات تبنى على كتف المعلم، فهو مفتاح ظهور الحضارات ونشأتها، وامتدادها فترات زمنية طويلة، فالمعلم هو صانع الحضارة والتقدم والازدهار لأي مجتمع بشري.

فالمجتمع الذي ينبذ علماءه ويضطهدهم ويحقرهم هو مجتمع حكم على نفسه بالفناء، فكيف بأصناف تلك المجتمعات أن تبقى موجودة إذا سادها الجهلة والسفهاء؟!

إذن المعلم هو حامل راية التغيير في كل وقت وزمان، وهو الذي يحمل بيده شعلة العلم؛ لأن العلم ما هو إلا نور يضيء دروب الناس، ويرشدهم إلى الوجهة الصحيحة، التي تعينهم على أن يخطو خطواتهم الرصينة نحو الحق بخطى ثابتة، وبوعي كامل وإدراك لما يدور حولهم، فهو يجلي العتمة عن العيون، ويهدي القلوب إلى الطريق الصحيح والآمن، ويحمي أصحابه من العثرات و الوقوع في فخ المهالك والمحن، ولأن الحياة مليئة بالمخاطر والغموض، تحتاج إلى إنسان متعلم على دراية كافية بأمور الحياة كي يديرها خير إدارة.

نبينا -صلى الله عليه وسلم- هو معلمنا وقدوتنا، وقد أرشدنا إلى ضرورة طلب العلم النافع، كي ننتفع به في حياتنا ويعيننا على حل المشاكل وتجاوز الصعوبات، والتمسك بأسباب النجاح والقوة، فقد روى أبو سعيد الخدري أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( طلب العلم فريضة على كل مسلم).[الجامع الصحيح] لذا لا غرو أن العلم الذي نفهمه وندركه لا يصلنا إلا من خلال ذلك الإنسان الأمين وهو المعلم، يقدم لنا العلوم والمعارف بشتى أصنافها بكل مهارة واقتدار، وحقه علينا أن نحترمه ونجله في كل وقت، وأن نرفع له القبعة اعترافاً بجميله علينا جميعاً، فلولا المعلم ما استطاع البشر صعود القمر، وغزو الفضاء، وسبر أعماق البحار، وتشييد العمران، وحل ألغاز أحوال الأمم السابقة، وإيجاد علاج لكثير من الأمراض والأسقام على مر العصور، وكل يوم هو بمثابة إضافة جديدة للمعلم في حياتنا.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights