نماذج ناجحة لمشاريع الشباب “بيع الخضروات والفواكه والتمور ومحلات البقالة “
كتب – سعيد بن خميس الهنداسي
التقلبات التي يشهدها القطاع الوظيفي والاقتصاد المحلي والعالمي بشكل عام، دفعت الكثير من شبابنا اليوم لرفع راية التحدي، بإنشاء مشاريع خاصة بهم بل أن تلك المشاريع ناجحة وتُحقق الكثير من الأرباح المالية مقارنة بالعمل ببعض الوظائف، سواء كانت بالقطاع العام أو الخاص، وفي الحقيقة هناك الكثير من الأفكار لمشاريع ناجحة ومُربحة في القطاع الخاص ومنها المشروع الذي نحن بصدده، محل لبيع الخضروات والفواكه والتمور ومحلات البقالة للشاب خالد بن محمد بن حميد الكيومي، الذي يحدثنا عن رحلة نجاحه قائلا: الجميع يدرك ان هناك حاجة ضرورية للخضار والفاكهة بالنسبة للإنسان أين ما وجد، حيث تُعد من السلع الغذائية التي لا يُمكن الاستغناء عنها في أي منزل، ومن هذا المنطلق جاءت فكرة مشروعي هذا حيث بدأت في عام ٢٠٠٤م بمحل صغير.
وبشكل عام فإن لكل مشروع متطلبات وعوامل أساسية لضمان نجاحه، فمشروع محل خضار وفواكه له العديد من المتطلبات الأساسية التي لا يُمكن أن يكتمل بدونها، مثل: اختيار موقع مميز ويُفضل تنفيذ المشروع في مكان مكتظ بالسكان ذوي مستوى معيشي جيد وعلى طريق رئيسي، وهذا ما تميز به مشروعي، حيث يقع بين منطقة البدايه والخوير والغليل وغليل الهناديس وقريب من غليل المساعيد والعويدات وضيان والحجيرة بشقيها والخويرات والفلج وذلك ما ساعد في شهرة المحل وتنوع زبائنه. الشي الآخر؛ تم وضع لافتة مضيئة وكبيرة على واجهة المحل تحمل اسم المشروع، كما قمنا بتجهيز المحل بالكثير من التجهيزات التي تتناسب مع طبيعة نشاطه، كعمل ديكورات وتركيب ارفف مناسبة لعرض البضاعة عليها وعمل توصلات كهربائية مناسبة وتركيب أجهزة تكييف تعمل على مدار الساعة وتوفير ثلاجات تبريد لحفظ المنتجات سريعة التلف، وايضا تم التركيز على جودة ونظافة الخضروات والفواكه وتعبئتها وعرضها بطريقة سليمة وجذابة، وغيرها من المستلزمات الأخرى.
كما يتميز محلنا بإدارة عمانية حيث يعمل به أربعة موظفين عمانيين وثمانية عمال أجانب، ونستأجر برادات كبيرة مخصصة لاستيراد الخضروات والفواكه من بلدان المنشأ، أو عن طريق المواني العمانية أو عن طريق إمارة دبي، أو تلك القادمة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهوية اليمن وبلاد الشام، ونقوم بتحميل البرادات والحاويات المبردة من الموانئ والاماكن المشار اليها، اما بالنسبة لبعض الخضروات المحلية فيتم شرائها من المزارع القريبة.
وعبر رحلتنا خلال السنوات الماضية، واجهنا الكثير من الصعوبات والتحديات، ومنها المنافسه القوية من الاجانب، التي كانت جديرة بأن تقضي على احلامنا وطموحنا ولكن بالعزيمه والاصرار تخطينا هذه الإشكالية الكبيرة، ومع تطور العمل في هذا المجال والحمدلله، تم إنشاء مخزن كبير لحفظ الخضروات والفواكه ومن خلالها يتم التوزيع والبيع بالجملة، ومن محل واحد قبل ١٨ سنة، بفضل الله الآن نمتلك خمسة محلات تقريبا بنفس المستوى والكادر الوظيفي العماني توسع بشكل كبير، حيث نشغل الآن مجموعة كبيرة من العمانيين، بالإضافة إلى جودة المنتج الذي نقدمه، والاسعار التنافسية التي نعرضها بالسوق، بل ان بعض هذه الاسعار اقل من اسعار سوق الموالح الخاص بالخضروات والفواكه، ذلك ما مكننا لتقديم اسعار تنافسية حقيقية، حيث أن هدفنا كسب ثقة الزبائن وخلق نوع من اللحمة بين الموظف والعامل بالمحل من جهة وبين الزبائن من جهة اخرى، ومن هذا المنطلق ندعوا الشباب العماني إلى فتح افاق جديدة بإنشاء مشاريع خاصة بهم، والدخول لمثل هذه المشاريع الناجحة والمربحة.