ومضات من القلب، لعام دراسي سعيد
د. أمينة بنت راشد الراسبية
تُعتبر تقلبات الحياة وتباين أحداثها أمراً طبيعياً فهي سنة الله في كونه، تارة نمر بمواقف محزنة بينما تارة أخرى نعيش مواقف سعيدة ومفرحة، وهذا أمر يدركه الجميع لكن المختلف هنا هو القدرة على التكيف والتأقلم مع هذه الأحداث، فهناك الفطن والإيجابي والذي يجعل من بدايات عامه الدراسي فرصة لتدارس ما فات ، فيدعم الإيجابيات ويتلافى السلبيات ويعيد بناء صفحات جديدة مفعمة بالأمل والحيوية والنشاط.
العام الدراسي الجديد في المدارس يعيشه الجميع بفتراته وأوقاته، فهناك من استمر في المدارس لسنوات، وهناك من بدأ عمله ببداية هذا العام الجديد، ومما لاشك فيه أن هناك تحديات، لكن ولله الحمد هناك استعدادات أساسية تضمن للطالب بيئة سليمة وللكادر مناخ ملائم، وبرجوعنا للفترات الزمنية السابقة نسترجع تداعيات الجائحة بالمعالجات الإيجابية إزاءها فحمداً لله أننا خرجنا بإيجابيات ونحمد الله أكثر أننا في وضع أفضل وأفضل، خاصة في ظل التعليم المباشر في المدارس، فالإيجابيات عديدة ونعم الله علينا لا تعد ولا تحصى، فكما ألهمنا أن نواجه التحديات بصبر وثبات قادر على أن يعيننا في الطريق كله ويمهده لنا رغم العثرات والعقبات لتحقيق الإنجازات.
الإنجاز ليس في الالتزام بقضاء أوقات الدوام كساعات بل الإنجاز الحقيقي هو كيفية استثمار الدقائق في هذا اليوم الدراسي، لتحقيق المنجز على أرض الواقع وليكون ملموسا من خلال أداء ومهارات ومستوى وقيم أبنائنا بتنمية الشخصية المتكاملة للطالب معرفيا ومهاريا ووجدانيا، فهناك من يقترح ويبادر، هناك من يساهم ويتعاون، هناك من ينظم و يشارك ، هناك من يعزز قنوات التواصل بين المدرسة وأولياء الأمور والمجتمع، فتكاتف الجهود والتواصل الراقي هو الطريقة الناجعة لتحقيق أهداف العملية التعليمية التعلمية.
كل عام وأنتم بخير لكل أفراد المنظومة التعليمية، ولإدارات المدارس بكل ما فيها من كادر إداري وتدريسي وطلبة، أيها المعلم استمر بدافعيتك وإيجابيتك ولا تستمع لصوت المتشائمين والمتذمرين والذين لن تخرج من الاستماع لهم بفائدة، فصحتك النفسية أهم وأولى، اقترب من المعلم الإيجابي الذي يفكر بمنطقية ويحلل ويقيم بهدف التقويم والتطوير، لا تستمع لطرف واحد ولا تصدق كل ما يقال، حب الوطن لا يتجزأ والأمانة عظيمة لا تنجز بالتذمر والشعور بالإحباط والسلبية والنظرة السوداوية المقيتة، لا تنتظر الأخذ قبل أن تقدم العطاء بصفاء قلب وإخلاص نية.
ختاما (كما تفكرون تكونون) تنفسوا النقاء وانشروا شذاه لكل الأرجاء، صافحوا بقلوبكم أجيال عمان صانعو الغد، ازرعوا وردا بحب لتدوم نضارته ورائحته، افتحوا نوافذ الأمل والتفاؤل والطموح لحاضر جميل ومستقبل أجمل.كلما أتقنتوا الغرس أينعت الثمار.