الأثنين: 6 مايو 2024م - العدد رقم 2130
مقالات صحفيةمن عُمان

23 يوليو المجيد يوم النهضة العمانية

درويش بن سالم الكيومي

إن مسيرة النهضة العمانية لها مراحل وخطوات راسخة منذ السنوات الماضية، وهي تتجدد كل عام في شهر يوليو، الذي نكن له كل التقدير والمحبة، التي لا توصف بالكتابة أو التعبير، بل هي انطباع راسخ في القلب لأجل هذا الوطن الغالي علينا، فمن ذلك اليوم المجيد الذي وضع بصمته بثلاثة ألوان ترفرف منذ 1970، فالأبيض يرمز إلى السلام والأمن، والأحمر يرمز إلى المعارك، والأخضر يرمز إلى الزراعة والخصب، ولا يزال ذلك اليوم يضيء مسيرة النهضة في كل شبر من وطننا عمان أرض الغبيراء، أرض مجان، أرض مزون، أرض الأصالة، والمجد والحضارة والسلام والثراث والثقافة.

رحم الله جلالة السلطان قابوس باني المسيرة العمانية، وأسكنه فسيح جناته، فمنذ بزوغ ذلك اليوم الذي رسم لنا علامة بارزة في مسيرة حافلة بالجهد والعطاء على امتداد هذه الأرض الطيبة، والتي دعا لها خير البشر سيدنا محمد -عليه أفضل الصلاة والسلام- حيث قال:” رحم الله أهل الغبيراء آمنوا بي ولم يروني”، دعاء نعتز ونفتخر به مدى الحياة، فكانت مرحلة بناء الدولة العصرية، وقد شملت المجالات التنموية، والاجتماعية، والاقتصادية، والسياحية، والقانونية، والأمنية العسكرية، وغيرها من النواحي التنموية في البلاد.

وازدهرت خلال السنوات الماضية تجربة التنمية الشاملة، حتى توافر لها جيل من العقول والسواعد الثقافية التي تخلص لهذا الوطن، جيل نشأ وترعرع في أيام النهضة العمانية حتى أصبح يمتلك الأداء الفاعل، والرؤية الثاقبة، والتي بدأت منذ العام الأول للنهضة العمانية عام 1970، والذي انطلقت منه المسيرة بالخطة الخمسية الأولى للتنمية، وجاءت في الواقع كبنية أساسية لعمل متكامل بإرادة لا تعرف اليأس ولا الملل، وبعزيمة من المواطن العماني الطموح المجتهد لخدمة هذا الوطن ورفعة شأنه .

وها هي اليوم عمان الحبيبة تزدهر منذ بزوغ يوم النهضة، ولا تزال بها عملية التنمية مستمرة، حيث وصلت إلى السهل والجبل والوادي، وقد غطت كل شبر من أرض عمان الغالية من الخدمات الجليلة مثل التعليم، والصحة، والزراعة، والاتصالات، والطرق، التي ربطت الجبل بالسهل، والمدينة بالقرية، والصحراء بالبادية، حتى أصبحت عمان وكأنها بيت واحد من التواصل الاجتماعي، بفضل الله عز وجل وبعده فضل جلالة السلطان صاحب المكرمات واليد البيضاء، نسأل الله عز وجل بأن يجعل كل إسهاماته الجليلة في ميزان حسناته، فقد كان رجل السلام – طيب الله ثراه- وقد انتقل إلى جوار ربه مساء يوم الجمعة بتاريخ 10/1/2020.

وكان فقد السلطان قابوس له بالغ الأثر على الشعب العماني، وأيضا على الأخوة المقيمين على أرض عمان، لقد انفطرت لذلك اليوم قلوب الرجال، وبكت عليه النساء، وفاضت العبرات والمشاعر الجياشة، يوم كئيب وصفه الشعراء، وعبر عنه الكتّاب، وخطّه الرسامون، وغيرهم من أصحاب المواهب الأخرى.

وها هو جلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد المعظم -أعزه الله- يقود مسيرة النهضة العمانية بخطى ثابتة، وبنظرة مستقبلية، يتطلع إلى مواصلة مسيرة التنمية الشاملة، وقد كرّس جهده منذ توليه مقاليد الحكم في عمان بتاريخ 11/1/2020، وكان خطاب جلالته واضحا شاملا من أجل بذل مزيد من الجهد والعطاء لخدمة هذا الوطن وأبنائه الأوفياء، نسال الله أن يديم نعمة الأمن والأمان على وطننا الغالي عمان، تحت ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه -.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights