تشتت أوتار الكتابة
خلفان بن ناصر الرواحي
أيها البحر العميق
هل تسمع من يناديك
وينشد الاسترخاء من
نمط الحياةْ؟!
فكيف الموج يا بحر
يحرك أوتار الحنين..
والشواطئ بالرمال
يكسوها السكونْ؟!
وكيف شراع السفين
تحركه الرياح..
وعلامة الاستغراب
يغشاها الغمامْ؟!
وأنت صامد..حيث أنت
في هدوءٍ..
في سكونٍ..
فهل تمتلك الإجابةْ؟!
حياتنا.. يا بحر
أنستنا أوتار الكتابةْ
وتشتَتَتْ أفكارنا!
وتناست الأقلام حرفي..
وأنا ما زلت أبحث..
عن عضيدٍ..
عن رفيقٍ..
يساندني كيف أُتقن..!
ويخفف عن فكري..
ما أصابهْ!
فالدهر أخذلني..
فنالتني الرتابةْ
فيا بحر هل تعرف
من يملك لذاك
علاجًا.. لينقذني
أو عنده سرٌّ..
يعلمني من جديدٍ..
أبجديات الكتابةْ؟!
يا نسيم البحر:
حرِّك الأشجان..
وحرك الأقلام عندي
فأصبح فراغنا.. مغبونْ
وأنسانا الكتابةْ
وضاعت الأحلام مني
فوقتنا مهدور..
وعقلنا مشغول
وتشتت فكري بين
أتعاب الحياة..
بلا هوادهْ
وأوتار الكتابة التي
تحرك حروف العقل نامتْ
وقد قطّعتها رياح العصر
أصابها النسيان..
وقد نالت كآبةْ
وتَعَسَّرَت كَلِمَاتِ النَّصِّ
نظمًا..
فلم تُفَهْمُ مَعانيها
ولم يفهم المغزى
مُرادهْ..
وقد ضاعت حروفي
ومُزّقت معانيها بعصرٍ
غرّتهُ الحضارةْ
فيا أسفاه!
ما هذي الحياة..
وأين عنّا أحلامُ..
السعادةِ والريادةْ؟!
وآه يا بحر
لو تعلم كيف أشجاني..
تحرك أوتاري..
لأبلغ مطلبي
وكيف تخنقني العبرات
وتفقدني الرصانةْ!
وتتساقطُ أحرفي
على الأوراقِ ماطرةً
تناديني لأكتبها..
على رملةِ الشطآنِ
مرصعةً.. قلادةْ
وهي همسٌ..
يسكنُ داخلي
وأوتارها تصدحُ..
وتُطرِبُ مسمعي
بأشجانٍ وناسةْ!
فتتراقصُ هواجسي طربًا
على فنجانِ قهوتي
لتُفرِحُ الأحبابَ
ويستفيقُ فكري..
من كبواتهْ
ويا نسيم البحر..
قل لي:
كيف الخروج..
من عنق الزجاجةْ؟!