مبروكة بنت عبدالله
(هبطة العيد) سوق مفتوحة لعرض السلع التي يحتاجها الناس خلال أيام العيد، وهي مصطلح محلي يطلق على الأسواق الموسمية التقليدية في سلطنة عمان، تقام كل عام في مختلف الولايات؛ حيث يعد التسوق في الهبطة تقليدا عمانيا قديما.
وانطلاقا من الدور الرائد لجمعيات المرأة العمانية في خدمة المرأة والأسرة، وسعيا من وزارة التنمية الاجتماعية إلى الارتقاء بالمستوى الثقافي والاقتصادي والتعليمي للمرأة؛ فقد شهدت (هبطة العيد) هذا العام تميزا وروعة من حيث الزمان والمكان في جمعية المرأة بمسقط، فكانت بمثابة تظاهرة ثقافية واقتصادية بأسلوب عصري وفكر إبداعي يحسب لإدارة الجمعية الملهمة وعضواتها خلال الأيام الأخيرة من شهر ذي القعدة استعدادا لعيد الأضحى؛ حيث تشكلت (هبطة العيد) في ملتقى لكوكبة ونخبة من رائدات الأعمال وصاحبات المشاريع الصغيرة والمتوسطة، أظهر الإبداع والإمتاع في تنظيم رائع وتنسيق لا مثيل له، فيتراءى لك منظر الهبطة العمانية وجلبتها منذ الوهلة الأولى وأنت أمام العديد من المعروضات التي تلبي احتياجات النساء والأطفال معا من ملابس ومستلزمات للزينة والجمال والصحة، وركن خاص بالأكلات العمانية التقليدية؛ حيث الطعم والنكهة الخاصة بالمطبخ العماني.
وفي ناحية أخرى من صرح هذه الجمعية تجد نفسك في محفل ثقافي شبيه بصوت المنادي في هبطة العيد التقليدية، وكأنك في واحدة من الولايات العمانية وتحت ظلال أشجارها الوارفة؛ حيث وجد الأطفال ضالتهم في (ركن التعلم والترفيه)، المنادي هنا يختلف بما لديه من مسابقات وهدايا تستهوي مختلف الأعمار في تنوعها لتنمية مهارات القراءة، الفن التشكيلي ،والرسم، وتقنية المعلومات، ونشر القيم وإحياء سنة العيد لدى الأطفال والأسرة في جو من البهجة يصدق فيه قول الشاعر:
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا
من الحسن حتى كاد أن يتكلما
حيث ينتظر الجميع ربيع العيد بحسنه وخيلائه.
وبين ركن وركن آخر تعيدك الذاكرة إلى مشهد سوق عكاظ، أو ما يشبه مثيلاتها في عصر سالف من عصور العرب الزاهية بالشعر والثقافة، وبالأحرى إلى مشهد هبطة السيب أو نزوى أو سناو وغيرها من الولايات التي عرفها العمانيون عبر التاريخ التليد.
جميل أن نحتفي بتراثنا، والأجمل أن نمارسه ونحافظ على خصوصيته وننقله للأجيال بفكر واع يخلد تراثنا الزاخر بمقوماته الاصيلة.
هنا رسالة شكر قدمها كل من وطئت قدماه (هبطة العيد) بجمعية المرأة العمانية بمسقط في موسمها البهيج استعدادا لعيد الأضحى، وأنشودة فرح بصوت الصغار مرددين: أهلا بالعيد وسهلا ببهجته ومرحبا بهبطة العيد، في عهد عمان المتجدد فكرا الذي أرساه ابن عمان البار قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه- وقائد نهضتها المتجددة السلطان هيثم المعظم.
