مدينة صور في بحرها وتضاريسها تتربع الجمال والتاريخ
كتبت – سميحة الحوسنية
في سفنها أبحر التاريخ فكان البحر مدادًا لقلمها تسطر أروع حكايات السفر، وأمجادها تشق عباب البحر، والشموخ والصبر رياح ترسم مصير أشرعتها.. هناك في عرض البحر ولدت قصص وحكايات اختلطت بوهج الحنين والشوق لتلك الأيادي التي كانت تلوح على السيف بحرقة الوداع.. فكم كانت مراسيها ترسم الخيال شواطئ ملتهبة بالذكريات…
حسناء هي بثوبها الصوري الباهي الزاهي ورائحة الحناء تفوح من كفوفها.. حضيت منذ عهد النهضة المباركة بالخدمات الأساسية والتنمية الشاملة.. فكانت المؤسسات الحكومية كالصحة والتعليم والمراكز والخدمات الضرورية للقطاعين.. وغيرها حاضرة للمواطنين والمقيمين على أرضها.. تجد الجمال في شوارعها النظيفة، وأسواقها عامرة متنوعة وفنادقها المتعددة ولمسات التغير والتطوير الذي تشهده في ظل الحكومة الرشيدة.
صور العافية.. مدينة الأصالة والعراقة وتضاريسها الجميلة وأهلها الطيبين.. فهي من المدن التاريخية والسياحية حضارة تحكيها حصونها وبيوتها الطينية القديمة التي مازالت حاضرة في تقاسيم المكان ترسم خطوط الزمان.. تمزج بين الحاضر والماضي، حيث يطل التاريخ من شرفات أبراجها وحصونها كحصن السنيسلة وحصن بلاد صور وحصن العيجة.. كما يوجد مصنع قديم للسفن الخشبية التي تفنن في صنعها و رسمها ونقشها الانسان الصوري مازال مستمرًا إلى يومنا هذا وتأصيلاً لهذا الترابط والعشق بين البحر والإنسان العماني الصوري.. كان شعار هذه المدينة العريقة (سفينة فتح الخير) التي شقت عباب البحر في رحلاتها وجابت دولاً عديدة.
ومن أشهر السفن التي طبعت بصماتها على بحر صور الغنجة والبوم والسنبوق والبدن إلى جانب الهوري والماشوه…
تشدك الدقة والفن في صنع السفن تحف فنية أبدع في صنعها الإنسان الصوري، فكانت الحرفة التي جسدوا فيها روح الإبداع والتميز.
والزائر إلى ولاية صور يجد فيها عدة مواقع سياحية لبرنامج رحلته، فيجد نفسه تارة يتأمل السفن وهي في البحر وأصوات تلاطم الأمواج فتأخذه الذكريات لصوت النهام والغناء وأرواحاً تسامرت في دجى الليل تشكو البين وحنين العودة إلى الدار…. وتارة يجوب أسواقها ومعالمها التراثية وتارة يقصد محمية السلاحف ومنطقة الخور جراما وهو يعتبر ميناء قديمًا للسفن الخشبية سابقًا.. وغيرها من المواقع الترفيهية للأطفال والكبار.
خيوط الفجر هادئة تتراقص على نغمات الأمواج فتطل الشمس ناعسة على صفحات الماء فتوقظ السفن والطبيعة ليمتزج السحر مع النسمات الصباحية فتدب الحركة في الأرجاء.
مدينة بل هي لوحة جميلة وقبلة للسائحين دائمًا تكون حاضرة في أجندة سياحتي الداخلية.. تأسرك ملامح الأصالة في أرضها وجمال بحرها وارتباط أهل المدينة به عمقاً تجسده اللحظات وتشد تلك العلاقة الوطيدة الزائر منذ الوهلة الأولى يطوقك جمال الألفة والتجمعات الطيبة مجالس مفتوحة أمام البحر وأحاديث مختلفة تضم كبار السن وفئة الشباب والصغار تجسيدًا للغة الحوار والنقاشات المفتوحة وتقضية أوقات جميلة برفقة الأصدقاء وواجب الضيافة كالقهوة العمانية والتمر التي يحرص الإنسان الصوري تكون حاضرة في تجمعات.. مجتمع مازال يحافظ على عاداته وتقاليده وترابطه الإجتماعي الذي يثلج الصدر لمدينة عانقها الجمال والتاريخ.