محمد علي البدوي
تتعدد أنواع السياحة لتشمل كل أنواع الأذواق المختلفة للسائحين، وبذلك تستطيع تلبية كافة الرغبات في تناسق عجيب يدل على قوتها وقدرتها على إمداد البشر وإشباع رغباتهم.
1*- سياحة التعليم والتدريب:*
يُعتبر هذا النوع من الأنواع المهمة والقديمة للسياحة؛ فالسفر لغرض التعليم والتدريب هو غرض قديم، كان يُمارس منذ زمن بعيد، وهذا النوع تُركز عليه الدول العلمية والصناعية، حيث تُشجع هذه الدول السفر لعقد الندوات العلمية والتدريبية، كذلك تُشجع السفر للدراسة في الجامعات والمعاهد العلمية المتخصصة وذات السمعة العالمية.
وتكون فترة إقامة السائح لفترة طويلة نسبيا، فقد تمتد إلى عدة شهور في الموسم الواحد، وتوجد منظمات تنظم مثل هذه المؤتمرات
2- **سياحة الصحة والعلاج* :*
تُعد السياحة العلاجية من أنواع السياحة المهمة وتُدِر دخلا محترما؛ لأن فترة بقاء السائح لتلقي العلاج تكون إما متوسطة أو طويلة وكذلك تكون مصاريفه كبيرة خاصة إذا توفرت بالدولة المعنية مقومات السياحة العلاجية:
– توفر جو صحي ونقي.
– توفر رمال ذات طبيعة خاصة.
– توفر المياه المعدنية والكبريتية.
– توفر مصحات ومستشفيات وكادر طبي جيد.
– توفر أطباء أخصائيين جيدين.
– توفر الخدمات السياحية المساعدة مثل المترجمون والصحفيون ووسائل النقل والاتصال.
– توفر طهاة جيدون لتوفير الطعام الذي يحبه المريض ورفاقه.
وتساعد السياحة العلاجية على خلق انطباعات جيدة عن السياحة خاصة بالنسبة للسياح الذين يتم علاجهم بطريقة جيدة، وهذا بدوره يُشجع على نجاح المنطقة وجعلها من مناطق الجذب السياحي المهمة، ومن المعروف أن تطوير الخدمات السياحية العلاجية وتوفير سبل الراحة كافة يدفع المرضى للعودة مرة أخرى من أجل السياحة وغالبا يسافر المريض مع بعض المرافقين مما يرفع من نسب الإنفاق، ومما يزيد من الدخل القومي ويحفز الاقتصاد من عدة أوجه.
3- *السياحة الثقافية*
يعتمد هذا النوع من السياحة على الندوات والدورات الثقافية والمعارض الخاصة والمسابقات الثقافية مثل: مسابقات الشعر والمسرح والموسيقى والفن وعروض الأزياء..إلخ.
ومن الممكن أن تدخل ضمن سياحة زيارة الأماكن التاريخية.
4- *سياحة المشتريات:*
يعتبر هذا النوع من الأنواع الحديثة نسبيا، حيث تسعى كثير من الدول التي تنخفض فيها كثافة اليد العاملة ولديها وفرة في الإنتاج والعرض أن تُصبح سوقا رائجا ورخيصا تُعْرَض فيها جميع أنواع البضائع بأسعار زهيدة بهدف جذب أكبر عدد ممكن من السياح الذين يهتمون بشراء السلع المختلفة، وهذا النوع من السياحة يحتاج إلى خدمات متنوعة ومتعددة وكذلك أماكن إقامة متنوعة وتكمن الصعوبة في السيطرة على هذا السوق؛ لأنه يتضمن أنماط وطبقات مختلفة من السائحين.
5- *السياحة الاجتماعية:*
يُطلق على هذا النوع من السياحة أسماء عدة مثل: سياحة الانتماء إلى الوطن أو السياحة العرقية…
وتكون عبارة عن سياحة العوائل بمعنى وصول السائح إلى بلده الأم مع عائلته، وهذا النوع من السياحة يتطلب خدمات متنوعة ومتعددة مثل: وسائل ترفيه الأطفال وملاعب ومسابح للأطفال وطعام للأطفال، ويجب على أماكن الإقامة أن تكون مستعدة لاستقبال الأطفال وتقديم الخدمات الضرورية لهم.
ودائما ما يُفضل السياح الإقامة في الشقق الخاصة أو الشقق الفندقية وقد تمتد فترة الإقامة إلى موسم كامل.
يقوم هذا النوع من السياحة على تشجيع المغتربين على العودة إلى الوطن الأم في زيارة لرؤية العائلة والأصدقاء والزملاء.
ويُعتبر هذا النوع من أسهل الأنواع في الجذب السياحي، ويجب توفر عنصري الأمن والحرية لجذب هذا النوع.
لا يحتاج هذا النوع إلى منشآت ضخمة أو خدمات ممتازة، وإنما خدمات معقولة وأسعار متوسطة ويمكن استثمار فكرة هذا النوع لتشجيع السياحة الداخلية.
6- *سياحة المؤتمرات والاجتماعات*
ازداد التركيز على هذا النوع بعد الحرب العالمية الثانية واستقرار الأمن وانتشار السلام وحصول الفائض من المنتجات الصناعية والزراعية. وبعد استعمال الآلات والميكنة الحديثة، انتشرت ظاهرة عقد الندوات والمؤتمرات والاجتماعات السياسية والثقافية والتعليمية والتجارية.
هذا النوع يتطلب خدمات فندقية راقية جدا وبدرجات ممتازة ويتطلب أيضا وسائل اتصالات حديثة جدا ووسائل نقل متطورة وبنية تحتية وفوقية ممتازة وخدمات سياحية متنوعة وفائقة الجودة.
أغلب هذه المؤتمرات تُعقد في دول متقدمة وتحتاج إلى قاعات كبيرة مجهزة بأحدث الوسائل، وكذلك تتطلب توفر مطاعم ذات جودة عالية ومترجمون وسائقون ورجال أمن على أعلى مستوى من الاحترافية وتوفير برامج ترفيهية للزوار.
7- *السياحة الدينية*
يُعتبر هذا النوع من أقدم الأنواع وتنفرد به دول معدودة في العالم مثل: السعودية والعراق وفلسطين والهند والصين.
ويتطلب خدمات متنوعة الأسعار، وخدمات مساعدة، وخدمات أسواق كبيرة، وتخضع هذه الأماكن لزخم الأعداد الكبيرة مما يتطلب مجهودا مضاعفا للحفاظ على الأمن والأمان والاستقرار وكذلك لتوفير الراحة للزائرين.
8- *سياحة قضاء الإجازات والترفيه:*
يُعتبر هذا النوع من أهم وأكثر أنواع السياحة شيوعا، ويمتاز بأن له طابع جماهيري، وكثير من المواطنين في جميع أنحاء العالمَ يُمارسون هذا النوع من السياحة وهذا النوع مرتبط بالإجازات والإجازات مدفوعة الأجر مثل إجازات نهاية الأسبوع أو الإجازات الصيفية أو الإجازات الدينية أو المناسبات الوطنية أو الإجازات التي يحصل عليها الموظفون سنويا ضمن قانون العمل ودائما أوقات الإجازات تتحكم فيها المرونة من حيث اختيار الوقت والمدة.
تهتم الشركات السياحية بتنظيم رحلات لهؤلاء المواطنين وتكون مستمرة على مدار السنة وتتراوح أسعار الرحلات بين الزهيدة إلى باهظة الثمن وتعتمد على وقت السفر والمدة والمكان المقصود والإقامة ونوعية الطعام وعلى وسيلة السفر.
كما أن مدى نجاح هذا النوع يعتمد على الأسعار ونوعية الخدمة والمكان المرغوب فيه من السائحين.
وتنقسم السياحة من حيث العدد إلى سياحة فردية وسياحة جماعية منظمة.
كما تنقسم من حيث العمر إلى سياحة الطلائع وسياحة الشباب وسياحة الناضجين وسياحة المتقاعدين.
وتنقسم من حيث مدة الإقامة إلى سياحة أيام وسياحة موسمية وسياحة عابرة.
وتنقسم من حيث النطاق الجغرافي إلى سياحة داخلية وسياحة خارجية.
وتنقسم من حيث الجنسية إلى سياحة الأجانب (سياحة عالمية) وسياحة المقيمين خارج البلد (المغتربون) وسياحة مواطني الدولة (سياحة داخلية) .
إن كل تقسيم من هذه التقسيمات له مميزات وخصائص مختلفة عن البقية ولكل نوع من أنواع السياحة له خدمات مختلفة وطريقة تعامل مختلفة وحاجات ورغبات مختلفة.
وتتأثر حركة السياحة بالغرض أو الهدف الذي يحمله السائح؛ فالرغبة لدى السائح تتولد لهدف ما أو غرض ما ودائما يسعى السائح إلى تحقيق هذه الرغبة ويبحث دائما عن برنامج سياحي معين يحقق له هذه الرغبة.
وهناك عدة أنواع أخرى من السياحة سوف نتطرق إليها في مقالات قادمة بإذن الله ومنها:
سياحة لغرض العمل المؤقت، وسياحة الهوايات، والسياحة الرياضية، وسياحة زيارة الأماكن الترفيهية وسياحة لأغراض أخرى.
حفظ الله شعوبنا العربية.
