المدح البنّاء
سندس الضويانية
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ
وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها
وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ
“المتنبي”
دائماً كنا نسمع عن النقد البنّاء فهنالك أشخاص مختصون في هذا المجال وهو (النقد البنّاء). ولكن لو نظرنا من زاوية أخرى عن مفهوم المدح سنجده موضوع ذا أهمية في الوقت الحاضر.
مفهوم المدح البنّاء يستخلص في “المدح هو الثناء على الغير بالوصف الحسن الجميل. ولا يستلزم محبة الممدوح” البخاري :٦١٦٢
أن أمدح فلاناً أي أثني عليه بالوصائف الحسنة التي يمتلكها، لا يستلزم على الطرف الممدوح أن يبادله بالمحبة والمدح أيضاً لأن للمدح البنّاء أن لا تنتظر إطراء من الطرف المثني عليه.
نتناول الآن كيفية التعامل مع الأشخاص على هذا النحو؛ إذًا لابد من انتقاء الكلمات بطريقة مثالية، كيف ذلك؟
عن طريق مدح أوصافه أو إنجازاته التي يمتلكها ولا ندخل في الإطراء المبالغ فيه لأنه سيعود ذلك عكساً للمثني عليه، فالسلوك الذي يعزز يستمر؛
فكُن حذراً من المدح الأجوف،
وكُن صادقاً في الإطراء للشخص المثني عليه.
نناقش الآن الفائدة التي تعود للفرد والمجتمع بامتلاكه القدرة على التعامل بالمدح البنّاء لنذكر بعض الأمثلة على ذلك:
أولاً: إطراء المدير للموظف في عمله؛ على سبيل المثال شخصاً ينجز أعماله متأخراً جداً وفي يوم ما أنجز هذا الشخص عمله مبكراً، فمن الجميل أن يستغل المدير فرصة الثناء عليه وشكره لأن هذا سيعزز من ذاته وينجز أعماله في الوقت المحدد.
ثانياً: إطراء الوالدين لأطفالهم؛ على سبيل المثال طفل مشاغب، مهمل دراسياً وفي يوم ما أنجز واجباته وأنهى أعماله الدراسية فمن الرائع جداً أن الوالدان يشجعان طفلهما ويثنيا عليه بالكلمات المشجعة، بإعطائه هدية بسيطة يحسن من سلوكه ويقوم بإنجاز أعماله المدرسية.
نكتفي بذكر هذين المثالين لتصل إليكم فكرة كيف يعود للفرد والمجتمع عند تعاملنا بطريقة المدح البنّاء.
“سينجز الشخص، فيصلح المجتمع ”
كلمة واحدة تؤثر على شخص، إما تحبطه أو تشجعه ليستمر بالإبداع.
انتقوا الألفاظ للآخرين وأحسنوا “إن الله يحب المحسنين”.