“الفرق التطوعية بين جهود مخبأة وفرص عديدة”
كتبت: رقية بنت محمد الشيدي
قال تعالى:” ومن تطوع خيرا فهو خير له”
فالخير مزروع في قلوب المسلمين وبطبيعية المجتمع مجتمع محب للخير والتطوع لخدمة الناس. من هذا المنطلق تشكلت العديد من الفرق التطوعية التي تهدف لخدمة المجتمع وسد احتياجات الناس سواء كان على الصعيد المادي أو المعنوي. تختلف الأعمال التي تقدمها الفرق التطوعية، وأيضا تختلف قوة الفرق التطوعية فمنهم من يقدم أعمال فريدة من نوعها مما يجعل المنصات الإعلامية تسلط الضوء عليها بشكل أكثر لمعرفة ماهية الفريق وما يقدمه. فبالتالي الفرق التطوعية الأخرى ربما تظلم في الظهور إعلاميا، مما يؤدي إلي إخفاء الكثير من الجهود وعدم إبرازها للمجتمع.
ولأهمية العمل التطوعي والفرق التطوعي العاملة في هذا المجال التي تهب أوقتها لخدمة المجتمع، يجب على الإعلام العماني بكافة أنواعه سواء كان الإعلام المسموع أو المرئي أو المقروء أتاحت فرص الظهور للفرق التطوعية بهدف إبرازها وعرض أعمالها وخدمتها التي يقدمونها للمجتمع. بالإضافة إلي ذلك يجب على الفرق التطوعية الترويج لنفسها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي التي تعتبر أكثر مشاهدة من قبل الناس.
فرص الظهور في الإعلام العماني!!
أبدي محمد بن راشد بن حمد السعدي من فريق همم السويق التطوعي رأيه حول فرص الظهور في الإعلام العماني قائلا:” أتاح الإعلام العماني كل الفرص الممكنة لنا كفريق في الظهور سواء عبر قنوات التلفاز في عدد من البرامج التلفزيونية وبالتحديد برنامج قهوة الصباح، وأيضا أتيحت لنا الكثير من مساحات الظهور في مختلف المحطات الإذاعية. كذلك الفريق اخذ جانب واسع من التغطية الصحفية للبرامج والمناشط التي أقامها في السنوات الماضية. أما بالنسبة للمشاكل الترويج ونشر ثقافة التطوع، غالبا لم نواجهه مشاكل كثيرة في كيفية إيصال الرسالة ومفهوم التطوع بشكل عام، ولكن أحيانا واجهنا بعض العراقيل الإدارية اللي تمثلت في تغيير المظلة الرسمية للفريق من جهة إلى أخرى”.
في هذا الجانب قال علي بن صالح البلوشي/ رئيس اللجنة الإعلامية بفريق تكافل صحار الخيري الاجتماعي:” كان الدعم الإعلامي للفريق محدودا وعبارة عن أخبار يتم نشرها بين فينة و أخرى، بينما كنا نتوقع أن يكون الدعم الإعلامي كبيرا من خلال تغطيات موسعة صحفية وإذاعية و تلفزيونية، ولكن للأسف هذا لم يحصل. نتمنى من وسائل الإعلام المختلفة أن تبادر بأن تصل بنفسها للفرق الخيرية و التطوعية و معرفة حجم جهودها و إبرازها للمجتمع”. استكمل البلوشي حديثه عن التحديات التي يواجهونها:” كان أبرز تحدي بالنسبة للفريق هو عدم وجود قسم إعلامي متخصص و لكن الحمد لله تم حل هذه الإشكالية من خلال تشكيل للجنة إعلامية بالفريق و يشكل طلاب الجامعات و المدارس الفئة الأكبر من المتطوعين في هذه اللجنة”.
وتعبر خديجة بنت محمد الشيدي/ مهندسة إنتاج في شركة البادي لصناعات الفنية:” لا وجود للفرق التطوعية ومشاركاتهم في الإعلام العماني سواء التلفزيون العماني أو الإذاعة إلا بنسبة بسيطة لا تكاد تحي، والسبب وجود فجوة تواصل بينهم. إما الفرق التطوعية لا تروج عن نفسها بالشكل الصحيح لتصل إليهم وأن الإعلام العماني هو من لا يعطي الفرص لظهور هذه الفرق”.
الفرص كثيرة..
ويعلق خالد البداعي/ مذيع- إذاعة الشبيبة:” من وجهة نظري أرى أن النصيب وافر للفرق والمبادرات التطوعية، ودائماً مختلف المنصات الإعلامية تسلط الضوء عليها وعلى أنشطتها وفعالياتها، في الآونة الأخيرة نشطت هذه الفرق بشكل كبير وهذا أمر صحي لغرس ثقافة التطوع في المجتمع وظهرت أيضاً في قوالب مختلفة وجديدة بعيداً عن المعتاد بالتطوع للمحتاجين والحملات المجتمعية، وأعتقد أن الإعلام رأى هذا التجديد وأظهره للجمهور من خلال الإستضافات الكثيرة. الفرص كثيرة، فقط ينبغي الاجتهاد من الفرق نفسها في كيفية ظهورها وإبراز أعمالها من خلال لجانها الإعلامية”.
يؤكد أحمد الفهدي/ مذيع ومقدم برامج عن وجود الفرص بقوله:” إذا جينا للفرص فعلا هناك فرص، ممكن يكون الوصول للإذاعات أو حتى الإعلام المقروء أكثر من التلفزيون بحكم انه التلفزيون ممكن يركز على أشياء أخرى مختلفة، ولكن مساحة الإذاعة أوسع ربما فممكن تكون الفرص موجودة أكثر في مجالين الإذاعة والجرائد وغيرها. أما بالنسبة للفرص الفرق التطوعية في الإعلام العماني، فالفرص متكافئة بشكل متفاوت في الإعلام المرئي والمقروء والمسموع. فهناك تغطيات لهذي الفرق وفرص لظهورها في الإعلام العماني. كمثال لذلك ففي الأزمات التي مرت بها السلطنة من ضمنها الأعاصير التي كانت سابقا( إعصار جونو وفيت)، في هذي الفترات لاحظنا تعاون بين الجهات الرسمية والفرق التطوعية. فكان هناك إظهار لعمل الفرق التطوعية، فنشوف انه في تغطية واستضافات واهتمام كبير لهم وخصوصا فالإذاعات”.
من جانب أخر ابدي الفهدي وجهة نظره قائلا:” الفرق التطوعية يجب عليها التسويق والترويج نفسها بنفسها، من خلال منصات التواصل الاجتماعي كونها اشمل وأكثر متابعة من قبل الناس من الإعلام التقليدي، فاستغلال مواقع التواصل بشكل كبير لترويج للعمل التي تقوم بها هذي الفرق التطوعية مع وجود لجنة إعلامية خاصة بهذا الفريق لتوصيل رسالة الفريق بشكل كبير وهناك الكثير من النماذج الفرق التطوعية الناجحة في مجال الترويج. إضافة إلي ذلك، دائما الإعلام يتجه لاستضافة الغرابة أو الأشياء الفريدة، مثل فريق عمل مجاله تتطوعي غير مألوف أو شي غير موجود سابقا. فدائما الأشياء المميزة أو المتجددة تكون عامل جذب للإذاعات والتلفزيون لاستضافتها وتعمق في تفاصيلها”.
وفي حديث أيوب بن سليمان الريامي /مذيع ومراسل في تلفزيون سلطنة عمان:” الإعلام العماني مفتوح لجميع المبادرات والفرق، والدليل على ذلك في المعرض الخيري للكتب المستعملة المنظم من فريق تتطوعي بجامعة السلطان قابوس فالإعلام العماني بادر في تغطية الفعالية تلفزيونينا. وغالبا ما يعتمد على الفرق نفسها في تنظيمها للجوانب الترويج من خلال لجان الإعلام والترويج والتسويق بالفريق، فبالتالي تزيد فرصة احتضان الإعلام لهم. المبادرة عامل أساسي لدعم الفرق التطوعية في التغطيات الإعلامية، فكلما سعى الفريق وطور من نفسها زادت فرص ظهوره إعلاميا. ولكن بعض من الفرق التطوعية أصبحت شكلية فيعتمد على نوع الفريق التطوعي، وكإعلام عماني ليس بإمكانه عرض إي محتوى غير هادف. كما خصص تلفزيون سلطنة عمان رمضان الماضي برنامج مخصص لعرض أعمال الفرق التطوعية على مدار شهر”.
ختم الريامي حديثه:” أنصح أي فريق تتطوعي تشكيل لجان داخلية مكون من لجنة إعلامية، اجتماعية، ثقافية، والتوزيع ونشر، فدائما اللجان تنبثق من احتياجات الفريق وما يقدمه من أعمال فبتالي يكون الفريق منظم متابع من قبل اللجان”.