هنيئًا لكم عيدكم السعيد
خلفان بن ناصر الرواحي
أيامٌ قليلة وسوف يحلّ علينا العيد السعيد بثوبه الجديد، وبإشراقة شمسه البهية بخيوط السعادة المنتظرة في وجوه الصغار والكبار، وبتباشير آمال السعادة والفرحة للاحتفاء بيومنا المبتسم بعد انقطاع دام مداه على غير عادته التي كنّا نحتفي بها والجميع، فيا لها من فرحة وبشارة سعيدة، وانفراج بعد كربة بسبب ابتلاء وجائحة كوفيد ١٩!
نعم، هناك تنبيهات وتعليمات وقيود من اللجنة العليا المكلفة بآلية متابعة الحالة، حيث ما زالت المؤشرات لبعض الحالات موجودة، ويتطلب الوضع في الحسبان الأخذ ببعض الاحترازات الوقائية، ولكنها هذه المرة أخف وطأة من السنوات التي مرت علينا سابقًا، وطمست علينا بعض معالم الفرحة بهذا اليوم المبارك والسعيد، لنحتفل بعيد الفطر بعد انقطاع طال انتظاره من الكبير قبل الصغير.
فيا لها من فرحة وغبطة! وَيَا لها من لحظات جميلة! ننتظرها بفارغ الصبر، لنعيش فرحتنا مع أسرنا، وأهلنا، وأرحامنا، وجيراننا، وأهل بلدنا، ونلتقي في مصليات العيد من جديد، ونحن نتوشح أثواب السعادة والجمال، ونقاء النفوس، وزرع الطمأنينة، وفتح آفاق الأمل بانقشاع الغمة التي مرت علينا في هذه السنوات العجاف من الاحتفال بهذه المناسبة.
فبعد انفراج الحياة في أداء صلوات الجماعة، والقيام في بيوت الله العامرة في شهر رمضان المبارك، يأتي بصيص الأمل ليلوح في السماء مع أثير الخبر السعيد؛ ليزف لنا بشارة إقامة صلاة العيد، ولنستعيد مذاق لحظات الفرح، وتنفس الصعداء لنلتقي في صفوف المصليات، ونتبادل التهاني والتبريكات بالقلوب قبل الأجسام، وإن كانت المصافحة والمعانقة ما زالت غائبة، ولكنها بداية ببصيص الأمل لانفراج قادم بحول الله تعالى، فما أجملها من لحظات منتظرة بفارغ الصبر! وما أحوجنا لتلك اللحظات الجميلة!
وعليه نقول:
يا عيدُ أقبلْ بالبشائرِ باسماً
فالصومِ بانَ وذا هلالك لاحا
يا عيد أسعد قلبنا من بعد ما
كنّا تركنا في الصيام مباحا
فلقد قضينا ليلنا ونهارنا
بقيامنا نرجو القبولَ وشاحا
والعيدُ أقبل والبشائرُ ترتقي
بعد الصيام تَبثَّهُنَّ صباحا
كم فاز منا بالقبول مشمرٌ
ومهللاً في بشره مرتاحا
وتكاسلَ المخذولُ ضيّعَ شهرةً
يا ليتهُ أخذ النداءَ فلاحا
يا عيدُ ألبسنا بثوبك فرحةً
واقبل علينا بلبلاً صداحا
فهنيئًا لك يا عُمان عيدك السعيد، قيادة وشعبًا، ومبارك لنا ولجميع المسلمين عيد الفطر المبارك، ونسأل الله أن يكون عيدًا سعيدًا مليئًا بالبهجة والتفاؤل، وأن يرفع الله عنا الغمة والبلاء، ويديم علينا الأفراح، ويتقبل منا الصيام، والقيام، وصالحات الأعمال، ويمن علينا بالقبول والرضوان، إنه سميع مجيد.
وكل عام والأمة الإسلامية في خير وأمن وسلام.