زفة صائم بولاية منح
منح – ريهام الحضرمية
تختلف عادات المسلمين حول العالم في الاحتفال والابتهاج ببلوغ وصيام شهر رمضان، فلكل مجتمع طريقته في التعبير، ومن العادات ما هو موغل منذ القدم ومنها المستحدثة، إلا أن جميعها ممارسات تلامس الروح وتضيف على يوم الصائمين نكتها الخاصة في الشهر الفضيل المتفرد بالروحانية، و التي تصاحب كل تفاصيله، فتستلذ المشاهد وان كانت مكررة، فكيف بالأحداث الذي تحمل نكهة هذا الشهر الكريم وترتبط به و تميز تفاصيله اليومية خلاله، التي تبقى قبل كل شيء أيام تعبد وتقرب لله عز وجل.
في مشهد جميل، يتوافد أطفال معمد ـ ذكورا و إناث ـ ممن يصومون عامهم الأول دون تكليف، يحملون سجاداتهم و يلبسون أجمل الثياب، للمشاركة في ” زفة صائم” التي نظمتها اللجنة النسائية التابعة لفريق النسور الرياضي بولاية منح مساء الثالث عشر من رمضان، للاحتفاء بالصائمين الصغار و تحفيزهم على الاستمرار، حيث استقبلت اللجنة المنظمة الأطفال في الساعة الخامسة مساءا، وكانت الأنوار و الفوانيس تزين المكان وتزيده بهجة، ابتدأ اللقاء بزفة كل صائم على حده بين اقرانه، ثم توزيع الميداليات و قراءة الدعاء حتى أذان المغرب، وما أن اذن المغرب حتى توزع الأطفال في حلقات يتناولون ” الفطرة” وسط جو ملئ بالبراءة و ضحكاتهم الطاهرة، ومن بعدها هم الجميع لصلاة المغرب، لتتوالى بعد ذلك الفعاليات و المسابقات الترفيهية والثقافية، زينت أيادي الصغيرات بنقش الحناء، ولونت وجوه الأبطال بهلال رمضان، وفي ختام اللقاء تم توزيع الهدايا و شهادات التكريم على الصائمين الصغار لتبقى ذكرى صيامهم الأول ورفيقة لذاكرتهم كلما انعم الله عليهم ببلوغ شهر رمضان و صيامه.
زفة الطفل الصائم لأول مرة ليس بالعادة الجديدة على بلاد المسلمين، فالعديد من الدول الإسلامية تحتفل بالصيام الأول لطفلهم، ففي المغرب تقوم الاسرة المغربية بتشجيع طفلتها على الصيام عبر الاحتفاء بها بإلباسها ملابس العروس و حملها في الهودج الذي تحمل عليه العروس المغربية ليلة زفافها، وكذلك في أفغانستان يزف الطفل الصائم لأول مرة كعريس ويقام له احتفال خاص يرتدي فيه ملابس تشبه ملابس العريس مع غطاء ذهبي على الرأس.
ممارسات كهذه وأن اتسمت بالبساطة فهي تشجع الطفل و تجعله يشعر بعظمة هذا الشهر الفضيل و عظمة صيامه، اذا انه أن يكرمك الله و يعينك على الصيام لهو أمر يستحق الشكر و الفرح.