عملية تخطيط السياحة
محمد علي البدوي
توجد عدة خطوات أساسية لعملية تخطيط السياحة تبدأ بإعداد الدراسة، وهي الخطوة التي تقوم بها الجهة المنوط بها التخطيط بوضع التصورات المحددة، ويشارك في ذلك الجهات البرلمانية التي تضع القوانين التي تسهل وتحفز النشاط السياحي، ويجب أن يحدث نوع من التكامل بين كافة الجهات الحكومية والمنظمات والهيئات السياحية؛ بحيث لا يكون هناك تضارب في الرؤى والأفكار أو تعارض بين القوانين واللوائح مما يعطل من خطط التنمية.
ويلي ذلك مرحلة تحديد الأهداف بدقة ومن سيقوم بذلك، وتحديد مدى زمني محدد لتحقيق هذه الأهداف مع التركيز على سبل الدعم التي ستوفرها الدول لتحقيق أهداف الخطة الموضوعة.
ثم تأتي مرحلة تحليل النتائج عن طريق استخدام المعلومات والإحصائيات المتاحة لدراسة ما تم تنفيذه، والحكم عليه بطريقة عملية.
وخلال المراحل السابقة يتم دراسة المقترحات المقدمة من كافة الأطراف المعنية عن طريق وضع تقارير تقييمية للموقف؛ لمعرفة مدى التقدم الذي تم إحرازه، وهل هناك حاجة إلى مزيد من الوقت لتنفيذ الخطة أو لا؟
كل هذه الخطوات لن يكتب لها النجاح بدون وجود إرادة للدول التي تؤمن بأهمية السياحة كعنصر من عناصر تحقيق النمو الاقتصادي.
إن السياحة بشكل أساسي في الدول الأقل تطورا تستمد قوتها من كثرة المشاركين فيها -المضيف أو الضيف-؛ وذلك طبقا للفوائد المنتظرة منها حسب رؤية كل دولة للفوائد المرجوة، وعملية تقييم الفوائد تقوم بها الهيئات الاقتصادية؛ بحيث تضمن تحقيق الحد الأدنى من التنمية السياحية.
مصطلح التنمية السياحية ليس بجديد على القطاع السياحي، ولكنه ما زال غامضا من حيث نظرة الدول إليه.
إن التنمية تفترض وجود عملية تطورية ولها دلالات إيجابية، وهي توحي بنوع من النمو الداخلي تظهر آثارها في الاقتصاد، وهي في حد ذاتها حالة تستلزم تكاتف كافة الجهات المختصة.
ولكي نتأكد من نجاح الخطط التسويقية لا بد من إعادة تقييم بعض النقاط الأساسية، مثل تحقيق الاستخدام الفعال لتكنولوجيا المعلومات، تلك الوسيلة القادرة على توفير كافة البيانات الضرورية للمسوق السياحي قبل البدء في عملية التسويق وفي أثنائه وبعده، كذلك التأكد من تقديم معايير جودة عالية، ويتم ذلك عن طريق إجراءات قياس رضا العملاء عن الخدمة المقدمة، ثم يجب الاهتمام بتنمية مهارات العاملين بالقطاع وتطويرها، وتوفير التدريب المهني المناسب لكل تخصص على حدة.
ولا بد من تعزيز وضع السياحة داخليا وعلى كافة المستويات، وفهم الروابط المختلفة بين السياحة والاقتصاد، والتي تفرض على الجميع التعاون والتركيز على تحقيق الأهداف الموضوعة.
تحقيق الخطط التسويقية ليس بالعمل الهين؛ فهي عملية شديدة التعقيد تتطلب دراسة وعلما وتكاتفا وتشريعات محفزة ورأيا عاما مرحبا بالسياحة، وكلما كان هناك رأي عام متماسك كان الأمل كبيرا في نهوض السياحة.
حفظ الله شعوبنا العربية.