موسم صور..رؤية شبابية
سعد بن فايز المحيجري
نرى كثيرًا من المبادرات والفعاليات المصدَّرةِ بكلمة الشباب، وأنّ الشباب هم عمادها، وهم من يقف خلفها، ولكن حين نرى الواقع نصطدم أن الشباب ليس لهم نصيب من ذلك إلا الكلمة فقط، وإلّا فقد استأثر مِمَّن تعدوا فِكْرَ الشباب بكل ما في المبادرات والفعاليات، وأقول: تعدوا فكر الشباب لا سنَّهم، فهناك من جاوزَ سنَّ الشباب، ولكنه ما يزال بفكر شبابي وقّاد.
فكرة رائعة انطلقت بها مجموعة شبابية من ولاية صور، وهذه الأفكار لا يُمكن أن تخرج إلا من عقول أرواحها شبابية، وضعت مصلحة الولاية فوق كل اعتبار، لاسيما حين نرى ذلك المزيج الرائع من هؤلاء الشباب، وهم أصحاب اهتمامات مختلفة وتخصصات ومتنوعة، يوظفون تلك الإمكانات التي اكتسبوها من ممارساتهم في إدارة الفعاليات، وتلك المشاركة الرائعة لشباب الولايات الأخرى في دعوة من أبناء الولاية لتغطية فعاليات المبادرة، وإخراج المكنون التراثي للولاية وإبرازه، كل حسب خبرته وتوجهه في خدمةٍ لغرض واحد، وحين تشاهد ذلك التنوّع الرائع في برامج الفعاليات يعطيك قراءة أنّه جاء بعد دراسة متأنية من القائمين على تنفيذ البرامج بضرورة التعدّد في الفعاليات؛ لملامسة التوجّهات الصحيحة لفئة الشباب، وهذا لا يأتي إلا بالاقتراب منهم.
ولم تكتفِ هذه المجموعة الشبابية بذلك، بل تعدّت المحيط المحلي إلى الخليجي، في فعالية هدفت إلى الاستفادة من الآخر؛ ففعالية “سينما الحصن” التي استضافت مجموعة من العروض السينمائية القصيرة الرائدة في الخليج العربي، فضلًا عن بعض الأفلام الوثائقية التي أنتجها شباب عمانيون، أثبتت الرغبة الحقيقية من القائمين على المبادرة في صناعة محتوى مميز لها، لا مجرد تسجيل حضور.
وندرك الهدف الأسمى لهذه المبادرة حين نشاهد الروابط التقنية عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تدعو إلى التسجيل لمن يرغب في المشاركة تنظيميًا أو حواريًا، في دليل واضح على الموضوعية والحياد في اختيار المنظمين والمشاركين في فعاليات المبادرة.
ربما يعتقد بعضهم أنني أنتمي إلى هذه المجموعة الشبابية؛ لذلك أسجّل رأيي هنا، أقول: لا ناقة لي ولا جمل في “موسم صور”، ولم أكتبْ لشيءٍ إلا لتسجيل كلمة حق في شأن القائمين على المبادرة، فنحن -معشر الكتّاب- ليس الأحسن منّا في الانتقاد، فلا جرم أن نسجّل كلمة حق في من يستحقها.
صفوة القول..إلى المسؤولين وأصحاب القرار، افسحوا المجال للشباب، ولا تكونوا أحجار عثرة أمامهم، فهم يمتلكون الفكر والإضافة النوعية في كل المجالات، كونوا معهم ولا تكونوا عليهم، قدّموا لهم الإمكانات بكل أنواعها، وسيبهرونكم بالنتائج، وإلى مؤسسات المجتمع العامة والخاصة أقول لكم: الكثير من المبادرات والأفكار الشبابية في مصلحة الولاية ماتت واندثرت؛ لأنها لم تلقَ الداعم الحقيقي لها، بسبب رؤية قاصرة من مسؤول، أو أن المصلحة العامة كانت تغيب عن صاحب القرار.