نقطة في آخِر السطر
بقلم : د. أمينة بنت راشد الراسبية
تمضي الحياة بوتيرة متسارعة؛ لذا كل ما على الحياة يمضي بنفس السرعة سواء من يسير باتجاه عقارب الساعة، أم من ارتأى لنفسه أن يسير عكس اتجاه عقارب الساعة، العامل المشترك هنا هو السرعة دون ذلك الاهتمام بتداعيات هذه السرعة.
وتتنوع المواقف وتتباين الأحداث وتختلف النتائج حتمًا بتباين الشخصيات، لذا ما يمكن أن يكون عند شخص ما؛ هي نقطة ابتداء للكثير من المهارات التي سينميها من خلال هذا الحدث ويخرج منه ما يغذي فيه الطموح أكثر فأكثر، وهي مع الآخر مشكلة عظيمة ليس لها حل فيرهق تفكيره فيها دون التفكير بذلك الهدوء الجميل الذي تتعدد معه البدائل والحلول؛ لأنه لم يكلف نفسه مجرد البحث عن حل أو مُعين يواجه به هذا الحدث ومن هنا؛ فإن لثقافة الشخص وفكره وأسلوب حياته دوراً أساسياً تتحكم في كيفية تناوله للأمور، أضف إلى ذلك سمات الشخص التي هي موجودة لديه في شخصيته كفطرة، فسِمات الصبر والتأني وعدم الانفعال والتفكير الهادئء تجعله مميزًا وناجحًا على الصعيد الشخصي والاجتماعي، ومختلفًا عن شخص آخر بسِمات العصبية والانفعال السريع، والحكم على الأمور بشكل سريع بدون ذلك الفهم المطلوب بوضع الأمور في موقعها الصحيح.
هو حدث واحد بكل تفاصيله، ولكن لكل منا ردود أفعال متباينة، فتدخِلُنا في متاهات لا مخرج منها؛ لأن طريقة التفكير من البداية اعتمدت على منظور شخصي، ولربما أحيانًا توقع افتراضي سلبي، وبناء عليه أصبح التحليل والتأويل لنتيجة سلبية تم الحكم عليها مسبقا.
نعم نحتاج وبقوة لنقطة آخِر السطر بدون تأويلات كثيرة أغلبها يحيد عن الصواب، لا بد من وضع حد للفواصل العادية وحتى للفواصل المنقوطة، نقطة آخر السطر هي النقطة التي لا يكون بعدها عبارات تأويلية، فما قبلها حدد وأكد ووضح بشكل واقعي مقنع ومنطقي.
نحتاج لنقطة آخِر السطر؛ لتوضح للجميع أنه مهما اختلفت وجهات النظر، وهذا أمر وارد لكن هناك مقصد واحد ومضمون واحد، فلا داعي لتعدد التحليلات وكثرة التأويلات واستمرارية التخبطات العشوائية.
ليس المهم نوعية المواقف والأحداث ولا كثرة النقد والاتهامات، لكن الأهم من ذلك كله التمحيص الدقيق للحدث، وأن يعلن بطريقة غير قابلة للتأويل؛ فيكون واضحًا بحيث لا يكون بعده تأويل أو تفسير من هذا ومن ذاك.
كل ما نحتاجه نقطة آخِر السطر؛ تجنبًا لأي غموض وعبارة مبهمة قد تكون قبلها، بحيث لا يستطيع كائن من كان أن يأتي بتأويل أو تفسير بطريقة مغلوطة، وأن يكون خارجًا عن الأطر الدينية المعروفة والمفاهيم الاجتماعية السليمة وأسس الهوية والمواطنة والانتماء، بدأت بعنوان نقطة آخِر السطر، وأنهي بحاجتنا الماسة لنقطة آخِر السطر.