اشتقت كثيراً له
محمد بن سالم العمري
في الصباح أقرأ سورة يس بعد صلاة الضحى (صلاة الاوابين) ليكرمني الله بلقائه ورفع الحظر عني.
هناك البعض يقرأ سورة يس للدخول إلى مكتب شخصية مرموقة.
والبعض للنجاح في اختبار ما.
والآخر لرفع أسهم بورصته.
وجماعة البيتوتيين يقرؤونها بنيّة الزواج.
اختلفت نوايا البشر أثناء قراءتها باختلاف أفكارهم.
لقد وصل الشوق بي إليه أن أصبحت أراه المحراب عند دخول المسجد. وعلى السجادة أتخيّله مسبحة التسبيح، يتحرك بين أصابعي وينظر لشفتي وهي تسبّح.
وعند الخروج يدخل ضمن أدعيتي وأقرؤه السلام.
يارب احفظني، بل يارب احفظنا واحفظ جمعته معي وكأنه توأم لا يخرج من تفكيري.
مرّ شهر ولم أراه.
أراقب السيارات المارّة لعلّه راكبٌ في إحداها.
هو .. لا لا ليس هو !
ارتبك البعض من وجودي بنفس المكان الذي التقينا به قبل سنة من الآن، لقاءٌ أسميته لقاء المعجزة، لأنه صدفة بحتة، قدّرها الله دون سابق تخطيط ولا موعد، وكان أروع لقاء.
يبدو أن ثمة تحالف بيني وبين بداية السنة ؛حيث مع كل بداية سنة جديدة تستقبلني بمطبّات عاطفية تماماً كما حدث في السنة الماضية بالضبط، نفس التوقيت لكن بعد مرور سنة كنت أقوى وأكثر امتصاصاً للخذلان.
نحن بشر نقوى، نتعلم مع مرور الأيام.
كان تأثيره أخفّ، فالسنة الماضية كانت دماراً عاطفياً نجوت منه بأعجوبة وبفضل الله.
استجاب الله لدعوتي وحدث اللقاء، ولكن اليوم تعود مرة أخرى سلسلة التوهان العاطفي والانتظار المترقب الطويل.
إنه سيعود وسنلتقي والقادم أفضل.
ها أنا ذا أعيد شعار السنة الماضية، أهلاً بتكرار السيناريو.
ل
قد عاد، أنا أشاهده الآن قادم إليّ، يقف بجواري ينظر إليّ مبتسماً.
سيحدث ذالك تحت المطر.
أحبّ جوّ المطر، يأتيني بصورته أمامي فأشتاق إليه أكثر فأكثر، وأفتح ذراعيّ له لأحضنه، فأقول مرّةً أخرى: اشتقت لك.
“هذيان الصباح”