السبت: 19 أبريل 2025م - العدد رقم 2525
Adsense
أخبار محلية

الآباء صمام الأمان واليد الحانية على الأبناء

محمد الشرع الجساسي لـ ( النبأ ) : على الآباء والأمهات أن يغرسوا في أطفالهم لمسات ومعاني الحياة الجميلة والمستقبل السعيد .

عبري – النبأ
صلاح بن سعيد المعلم العبري :

الأبوين هما مصدر الحنان ، وصمام الأمان ، واليد الحانية لأطفالهما ، تلك اللمسة الرحيمة الناعمة التي تربت على رأس الرضيع فتواسيه وتشعره بالراحة والطمانينة .

وأكد الفاضل / محمد بن حمد الشرع الجساسي المحاضر في التنمية البشرية وتطوير الذات لـ ( النبأ ) : إن إهتمام الأبوين بتلك التفاصيل الدقيقة من لمسات الحنان في تنشئة الطفل تصنع منه إنسانًا صاحب قلب رحيم عطوفًا بالأخرين. وأن مايغدقه الأبوين على أطفالهما من لمسات الحنان تصنع منهم جيلاً يتحمل مسؤوليه البيت والأسرة، والمجتمع، والوطن. لذا فأنه وبكل تأكيد يكون الحنان صانعاً شبابًا صالحاً يحب مجتمعه ويضحي من أجل وطنه.

مشيراً إلى فقدان الأطفال للجانب العاطفي من الأبوين يخلق لديهم نوعاً من القسوة والغلظة. وإن تفشي ظاهرة العنف الأسري قد بدأت تظهر على الكثير من الأطفال ، والسبب في ذلك فقدان الطفل لتلك اليد الحانية التي تربت عليه منذ الصغر . وأن الطفل الذي تربى على القسوة والشدة في المعاملة دون إعطائه ولو الجزء اليسير من لمسات الحنان لابد له عندما يكبر لن يمنح غيره عطفاً لانه لم يتربى عليه ففاقد الشيء لا يعطيه.

وعلى الوالدين أن يدركا أن إنشغالهما عن أبنائها يجعل العلاقة بينهم علاقة هشة وضعيفة. وأن ترك الأطفال لرعاية المربية أو الخادمه يعتبر أداة هدم لهولاء الأطفال فالواجب أن يضع الوالدان تربية ابنائهما من أولويات الأمور التي يقومان بها.

وأضاف الجساسي : عندما ترضع الأم الطفل ليس لإعطاءه الحليب فحسب وإنما ذلك الحضن يمنحه الحياة والحنان والدفء قبل غذاء البطن.
فعلى الأبوين أن يلتفتا الى اطفالهم واولادهم ليعطوهم الوقت الوقت الكافي من الرعاية، والحب والإهتمام وهذا حقهم الشرعي. كما يجب على الأبوين مداعبة ابنائهم واللعب معهم، وليمدوا إليهم أيديهم، ويتحسسوا المواضع التي يشعرون بها أبنائهم بعطفهم وحنانهم.

مؤكداً على أن إشعار الطفل بلمسة الحنان من والديه ليست بالأمر الهين وفي ذات الوقت ليست متعبة ولا مكلفة ولكنها ذات أثر بالغ ومردود إيجابي.فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن الأقرع بن حابس أبصر النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقبل الحسن والحسين فقال إن لي عشرة من الأبناء مافعلت هذا بواحد منهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من لا يرحم لا يُرحم)صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

واريد في هذا السياق أن أذكر الآباء والأمهات بأهمية الجلوس مع أبنائهم ومداعبتهم فإنكم بهذا تزرعون فيهم معاني الحياة الجميلة والسعادة الأبدية.
وعلى الأبوين جعل جسر التواصل مع أبنائهم موصولاً لا ينقطع لأنه صلة الحياة والعطاء والمودة والرحمة.

واستعرض الجساسي أهمية اللطف والحنان مع الابناء وهو إختزال القيم الإنسانية ولها مفعول السحر على الأطفال الصغار منهم، والكبار فتعمق في قلوبهم وعقولهم صلات الإنتماء وتشعرهم بأنهم محبوبون ولهم كل التقدير.
إن أشعة الحب في حنان الأبوين تنشر في أطفالهم الألفة والمحبة ودفء القرب والرعاية.

كما أن معانقة وضم الأباء لأبنائهم تشعرهم بالسعادة والسرور وتمنحهم القوة والثقة بأنفسهم فليس هناك مصدر ثقة وأمان نفسي يشع بالسكينة والاستقرار أعظم من لمسة حنان يمنحها الوالدان لأبنائهم.

فعندما تعصف بالأبناء زوابع الخوف والقلق سواء كانوا صغارًا أو كبار يلجأون الى صدور أبويهما الحنونين فكل معاني الأمان والسعادة والطمأنينة يجدونها لديهم.

كما أن للمصارحة والملاطفة والمحاورة بين الأباء وألابناء تجعلهم في موضع النضج العاطفي والإنساني، وتمنحهم مهارة الصلة الأنسانية الأولى التي لا بد منها في أدب التواصل والتحدث مع الأخرين.

من طبيعة الأطفال أَن تنشأ بينهم الخلافات والمشاجرات فتولد لدى الأضعف أو الأصغر أو المهزوم قهراً وغضباً وقد يوصل ذلك الخلاف الى الحسد والغيرة، ولكن على الوالدين المبادرة في إصلاح ذات البين ومعاتبة المتسلط ورد المسيء والأخذ بيد المقهور لتعود النفوس صافية وتزول الشحناء والقطيعة فيما بينهم.

وأختتم حديثه بأنه يجب علينا كآباء أن ندرك معنى سحر اللمسة الحانية التي نمنحها لأطفالنا سواءً بالأحضان أو المسح على الرأس أو التقبيل ، كل هذا يشعرهم بالحب والسعادة والراحة النفسية والإنتماء لينشئوا بعقول نيرة، وأفكار سديدة، وقلوب خالية من الضغائن والأحقاد.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights