ما أعظمكِ
مبارك المكدمي
إلى من أحرقت شمعة عمرها من أجل إضاءة نور حياتي، أمي الغالية مع التحية:
أمي الغالية، لا تعكس الكلمات ما يحمله القلب من حبّ، فهي قاصرة بلا شك، بَيد أن المشاعر تخرج طوعاً، جاشت في القلب، وما يحمله من حب تجاهك، ولأني لم أدرك عطاءكِ طوال السنوات التي مضت، وأفتقدك في الآونة الأخيرة؛ أدركت مدى قدرك في حياتي.
لم تكن لديّ فكرة عن جدولك اليومي المتعب من أجل إسعادنا، لم أكن أعرف طعم السهر الذي تكابدينه لراحتنا، لم أكن أدرك كيف باستطاعتكِ منع نفسكِ مما تحبين لأجلنا، فأخبريني عن سرّ قلبكِ المغلف بالرحمة.
إليك يا أمي، كلّ حبّي واحترامي وتقديري، يا من نستطيع أن نستجدي جنة الفردوس من تحت قدميها، يا من خصّكِ الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- بأضعاف البرّ من الرجل، أحبك، كثر ما ردّدتها أفواه العشّاق في ذروة العشق، أحبك كثر ما دقّت نبضات قلبك، وتحركت عقارب ساعتي.
أحب فيك العزيمة والإرادة والصبر والتضحية والحنان والفداء.
اسمحي لي بتقبيل كلّ ذرّة تراب داستها قدماكِ؛ لترضي عنّي، فأنا أحتاج إليكِ الآن أكثر من زمن الطفولة، أحتاج إلى حنانك، توجيهاتك، دعواتك وابتساماتك، كما أحتاج إلى عتابك _وإن لزم الأمر _ إلى عقابك.