لنغير تفكيرنا
شهاب أحمد
في وقتنا الحالي ليس هنالك تفكير إيجابي تحسبًا من مخاوف فعل أي شيء بأي مشروع؛ ولذلك فالتفكير السلبي يلاحقنا متخوفين كثيرا من الأمور المهمة في حياتنا ننظر إليها من الجانب السلبي فقط، ولكن من الطبيعي أن يمر الإنسان ببعض المواقف أو الظروف التي تجعله يشعر بالإرهاق الذي ينعكس سلبا على حياته؛ ليشعر باليأس والاستسلام، ولكن يجب ألا يستسلم لتلك الظروف، أو أن يسمح لها بأن تضعفه، وتوقفه عن المضي قدما نحو طريق النجاح؛ ولذلك يجب تعزيز النفس بالتفكير الإيجابي؛ ولذا الراحة ليست دائما تنفع في تحقيق ما تُريد، بل في مدى إدراكك بالبركة فيما لديك، واقتنع بما تملكه، ولا تفكر في خسرانه أبدا، وفكر دائما بما هو جميل في خصام كلامنا، وهناك دراسات أجريت سابقا في أمستردام تقول: “إن الشخص لو فكر دائما بالشيء السلبي سوف يلاحقة” .
الرغبة هي سر النجاح في الحياة المهنية لكلّ إنسان، وإن من أصعب الأشياء ترك الناس السلبيين، ففي كل مكان تلاقيهم أمامك يتحدثون عن الأشياء السلبية، ويبدأ عقلك باستيعاب كلامهم، كيف يمكن أن أعيش في هذا العالم السلبي الآن؟ لذلك حلما تضع أفكارك وكلماتك في حيز “التفكير السلبي”، وإذا قمت فأنصت إلى حديث النفس الدائر بداخلك، أو محادثاتك ” الخاصة ” مع نفسك، وهل سوف تستمع لتلك العبارات التي تدور في عقلك أو ماذا ؟ أو أنها تصريحات تكسرها في داخلك، و تحاول أن تجد الطريق إلى النجاح الذي يعتبر صعبا جدا؟ ولذلك يجب محاربة من يقف أمامك، فليس الأمر سهلا عليك، ولكن عليك محاربة الفكر، والتحلي بالانتصار، لا تستسلم أمام كلامهم السلبي دائما، وتذكر أن المتشائم يرى الصعوبة في كل فرصة، أما المتفائل فيرى الفرصة في كل صعوبة.
إذا علمت أن ما أنت فيه لن يدوم طويلًا، فلا يعني ذلك أن الأمر لا يستحق الجهد والعناء والعمل للوصول إلى ما تريد، فثابر من أجل ما فكرت، واجعل من أفكارك حقيقة ليست وهما تدق باب أفكارك، والشيء الوحيد الذي يضيع 99 % من وقتك، ويحول بينك وبين هدفك هو قصة مشئومة تبدأ أحداثها بحديثك مع نفسك في سرد أسباب وهمية تبرر عدم تمكنك من تحقيق ذلك الهدف، وهنا عليك أن تصارح نفسك من أجل الحياة السعيدة التي تنتظرك؛ ولذا فإن متعة التفكير الإيجابي هي سعادة في مستقبل، فقد قال إبراهيم الفقي: كخطوة أولى للسعادة والتفكير الجاد، وعليك أن تتخلص من إحساسك بأنك الضحية، وأن مشكلة إحساس الفشل متواصلة مع الجميع، ولكن ليس هنالك دوافع للفشل، ولا هم أن يكون الإنسان متوقعا النجاح في كل الأمور التي يديرها .
دائمًا ما نجد أن تخلف المجتمع يكمن في التفكير السلبي؛ لهذا فإن أغلب الأمراض النفسية هي نتيجة التفكير السلبي المتكررة وهي مشكلة نعاني منها دوما، وإنها مسؤولية الجميع، ولكي نقضي على هذا الفكر يجب علينا تغيير الصورة الحقيقية لكوننا بشرا نستحق أن نتمتع في حياتنا اليومية، وبخاصة في مجتمعنا، وهذا التفكير ليس مفهوما حديثا؛ حيث يتبعه بعضنا، ويعتبره هراء، ويسخر من الذين يتبعونه؛ ومع ذلك فهناك ومع عدد متزايد من البشر الذين يتقبلون التفكير الإيجابي بوصفه حقيقة، ويؤمنون بفعاليتها، ويبدو أن هذا الموضوع يكتسب شعبية، ومع استخدام التفكير الإيجابي في حياتك، تحتاج إلى أكثر من مجرد أن تكون على بينة من وجوده، تحتاج إلى تبني موقف التفكير الإيجابي في كل شيء تقوم به، فالمفكرون الإيجابيون لديهم قابلية مواجهة الإجهاد بشكل أسرع وأكثر فعالية، وإذا حدث موقف غير سار، يركزون على حل بدلا من الاعتقاد بأن الأشياء خارجة عن سيطرتهم، والتباكي والتشكي، وفي الواقع هم أقل عرضة للإجهاد؛ لأنه ليس لديهم عادة للتركيز على فكرهم السلبي، ويعطي الأشخاص الإيجابيون والمنفتحون انطباعا أوليا أفضل، وعادة ما يكون لديهم الكثير من الأصدقاء، وفي الغالب ينجذب الناس إلى الأشخاص الإيجابيين، ويريدون الحفاظ على صداقتهم؛ لهذا السبب لدى المفكرين الإيجابيين حياة اجتماعية نشطة، وينطبق نفس الشيء على العلاقات الرومانسية؛ حيث يجذب هؤلاء الناس المزيد من الاهتمام بالجنس الآخر، وعندما تدرك أن المشكلة ليست نهاية العالم، فإنك تتعلم البقاء أكثر تركيزا عند مواجهة المشاكل، ونتيجة لذلك يمكنك اتخاذ القرارات الصحيحة، حتى في الوضع الصعب من أجل تحويل التفكير إلى إيجابي، وهناك حاجة إلى بعض العمل الداخلي؛ لأن الموقف والأفكار لا تتغير بين عشية وضحاها .
اقرأ عن هذا الموضوع، وفكر في فوائده، واقنع نفسك بتجربته؛ حيث إن قوة أفكارك هي قوة عظيمة دائما تعمل على تشكيل حياتك وتكوينها، وعادة ما يتم هذا التشكيل بشكل لا شعوري، ولكن من الممكن جعل العملية عملية واعية، حتى إذا بدت الفكرة غريبة، فجربها ليس لديك ما تخسره، ويمكن أن يؤدي ضغط التفكير الإيجابي إلى قمع أي أفكار تشاؤمية، أو مشاعر غير سارة؛ لأنها قد تجذب الأشياء السيئة، وبهذه الطريقة تحرم نفسك من الوصول إلى الصورة الكاملة، والنطاق الكامل من العواطف، وبهذا ستجد نفسك من تجربة الحياة بكل تعقيداتها الرائعة.
يجد بعض الناس الضغط القوي؛ بحيث يصبح التفكير الإيجابي مطلبا؛ ولذلك فإن طريقة التفكير العادية ( أي السماح لنفسك ببعض الأفكار أو الشكوك السلبية أو غير السارة ) تعتبر غير طبيعية، هذا ويمكن أن يخلق حلقة مفرغة من المشاعر المكبوتة، وخداع الذات والأوهام قد يسبب مشاكل خطيرة في حالة مرضى السرطان الذين هم عرضة بشكل خاص لضغوط التفكير بشكل إيجابي، وبطور مكافحة مرضهم، كما تبين، ويمكن أن يجعل المرضى يشعرون أسوأ، والكثير منهم يقولون: إنهم تعبوا من الضغط ليكونوا إيجابيين، ويريدوا فعلا أن يشتكوا من آلامهم، وعن فقدان الأمل، ويقولوا: إنه يمكنهم استخدام استراحة من لعب دور الأبطال، ولكن بالطبع – لا يمكنهم – يجب أن يظلوا إيجابيين، وهنا نصيحتي إلى حضراتكم أن تكونوا بسعادة غامر.