كُوْنِيْ فِي رِحَابِ اللهِ غَرْسَا
مياء الصوافية
على الأوتارِ عزْفٌ فيما نَهْوى
ونَهْجُرُ غُمْضَ عينٍ حين نَأْسَى
فيبني الحُلْمُ منه في جَوانِحْ
بِمَا يُضْنِي الفؤادَ وليسَ يُنْسَى
ونَجْرِي في لذائِذِنا دُهُورا
نذوقُ الطَّابَ نَأْنَسُ فيه أُنْسَا
ومَا نَدْرِي بأنَّ العمرَ ماضٍ
إلى موتٍ سباق النّفس نَفْسَا
نُلاقِي اللهوَ في شَغَفٍ بَهِيْجٍ
ولا منعتْ نفوسٌ عنه جِسَّا
وسِرْنا في المعاصي دُوْنَ تَوْبٍ
نُسَوِّفُ تَوْبةً يومًا و أَمْسَا
هَجَرْنا غَرْسَنا في أرضِ بُوْرٍ
فَجَفَّ الغَرْسُ ظَمْآنا حِلِسَّا
ويأتينا البلاءُ بِدُوْنَ صبرٍ
نَسِيْنا البِشْرَ قَابَلْناهُ يَأْسَا
تراخيْنا عن التقوى بِزَيْفٍ
تَرَكْنا سَرْجَهُ الْمَنْسِيَّ مَنْسَا
ويَأتِيْنا الضعيفُ بِلا ظَهِيْرٍ
لعلَّه في شَدائِدِه يُؤَسَّى
فما كُنَّا لِكُرْبَتِهِ مُنَاةً
وما كُنَّا لِشَكْوَى فيه شَمْسَا
ألا كمْ ليلةٍ بِتْنا سِهَارا!
أَحَلْنا الروضَ في الزكواتِ يَبْسَا
فما طَرَقَتْ أيادِينا صلاةً
وليلُ السَّحْرِ أبْخَسْناه بَخْسَا
ويَسْرِي في شِغَافِ القلبِ صوتٌ
وصوتُ الحقِّ جَانَبْنَاه مَسَّا
أَيَا نفسٌ ألَا في التَّوْبِ عَوْدٌ؟
إلى الإيمانِ أمْطَرْنَاه حِسّا
فعنا صَبْوَةٌ أَفَلَتْ مُناها
خَلَعْنا جَدَّها الزاهيَّ لِبْسَا
فَفِيْضِي مِنْ دُمُوْعِ التَّوْبِ خَوْفًا
وَكُونِي فِي رِحَابِ اللهِ غَرْسَا
الحِلِسّ :. ما يُبسَط في البيت من حصير ونحوه تحت كريم المتاع