واقع الأسرة في ظل وسائل التواصل
سعيد بن خلفان الحكماني
تطبيقا للمثل القائل: “خالفْ تُعرفْ”، مثل شهير من أمثال العرب الشعبية المعروفة، ويُتداول بكثرة بين أوساط المجتمع، وخاصة عندما يريد شخص أن يميز نفسه بشيء مختلف عن غيره، أو يكون له رأي مخالف في مسألة مطروحة على مائدة النقاش، فيُقال له: “خالفْ تعرفْ”، ولكننا نشاهد في الآونة الأخيرة تم تطبيق هذا المثل من خلال بعضنا في الخروج عن الأدب، وعن العادات والتقاليد، فانتشرت المقاطع المسيئة للأسرة؛ فتصوير الخصوصيات بين الزوج وزوجته، وأبنائه وبناته في المنزل بهذه الطريقة؛ طلبا للمال عن طريق كثرة المشاهدات – من خلال تطبيق معين – التي تُعد مخالفة صريحة وواضحة عمّا اعتادت عليه الأسرة العربية من خصوصية وحشمة، وستر وحياء، فأنا هنا لا أحلل أو أحرم، وهذا ليس من اختصاصي، ولكنني أبرز وجهة نظري بأننا لا ندري إلى أين سينتهي بنا الأمر؟ فكثُرت نِسَبُ الطلاق، وزاد التفكك الأسري، وذهبت الغيرة، ونامت في مخدعها عن بعضنا، وتتعجب أن ترى أبناء أمتك والكثير منهم – للأسف الشديد كما أسلفت – لا يتوانون عن نشر تفاصيل خاصة عن حياتهم وزوجاتهم، حتى في غرف الزوجية، وتجدهم يتسابقون إلى ذلك، فنجد هناك مقاطع يسطع نجمها، وتكون حديث الساعة كما يقال، وتجد معظم الناس يشغلون أنفسهم بها، ولا هَمَّ لهم سواها، وتكثر النقاشات عنها، وهكذا تأخذ مساحة لا ينبغي لها أن تشغلها، وينشغل أفراد المجتمع وخصوصا فئة الشباب بذاك الحدث لفترة، وشيئا فشيئا إلى أن يخمد، أو يُثار موضوع آخر، ربما أتفه من غيره، وعادة بعض الأحداث تفتعلها بعض وسائل التواصل الاجتماعي، وهم فئة قليلة، ولكنها مؤثرة بسبب كثرة متابعة الناس، وتشجيعهم لهم، وهم ما يُسمون بمشاهير التواصل الاجتماعي؛ فنجد دورهم في إثارة ما يراد إثارته كبير جدا؛ لتشتيت المجتمع عن قضاياه الأساسية، فهناك ما هو أهم من أن تتابع تفاصيل حياة أسرة داخل منزلهم، وهذه المتابعة لها أبعاد أخرى في طريقة تربيتك لابنائك، وهنا أقول: غرس محبة الله والتمسك به، وغرس القيم والعادات الإسلامية للطفل منذ نعومة أظفاره مع بعض التوجيهات، سيجد رب الأسرة نفسه محاطا بسياج من الطمأنينة؛ حفاظا على تماسك أسرته، فنسأل الله أن يعينه على تربية أبنائه؛ فالتربية سلوك قبل أن تكون محاضرات، وهنا لا أدّعي أيضا بأنني مختص بذلك، ولكن هذا ما منَّ بهِ اللهُ عليّ؛ لأفيد وأستفيد من خلال جميع وسائل المعرفة المختلفة والمفيدة، ومن خلال معايشتي للواقع الذي أعيشه، فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت في مقالي هذا في معالجة ما أنا بصدده فمن نفسي ومن الشيطان.
فواقع بعض الأسر للأسف الشديد واقع مؤلم.