2024
Adsense
أخبار محلية

عبد الرحمن العبري …مهنة الزراعة إرثٌ تناقلناه من أجدادنا

حوار: أشرف الخزيري

تعدد المحاصيل في ولاية الحمراء
الزراعة باب لكسب الرزق والخبرات
الآفات التي تواجه المحاصيل
تشتهر ولاية الحمراء في محافظة الداخلية بانتشار مهنة الزراعة وكثرة وجودة التربة الخصبة الصالحة لزراعة العديد من المحاصيل الزراعية بشتى الواسم، حيث ساعد وجود هذه الولاية بين الجبال الشاهقة الى تخزين المياه واستغلاله في ري المزارع. كما تميزت بتنوع محاصيلها الزراعية حيث تعتبر من الولايات المصدرة المحاصيل مثل الذرة والطماطم والباميا والباذنجان والفلفل والبصل والخس والفجل والباميا والعديد من المحاصيل الأخرى.

 

معنا في الحوار الشاب عبد الرحمن العبري الذي سوف يخبرنا عن مدى استغلاله للأراضي الزراعية وكيف استطاع أن يطورها ويستفيد من أرزاقها. ويحدثنا عما اكتسبه من الفوائد الاقتصادية والخبرات العلمية والعملية بعد أن حقق نجاح في مشروعه الأول في زراعة الباميا وابتدأ هذا الموسم بمشروعة الثاني بعد حصوله على أرض زراعية أخرى من أحد المزارعين ليستثمرها في زراعة محصول الذرة الحلوة.

سؤال: حدثنا عن بدايتك السابقة مع مهنة الزراعة وكيف جاءت في ذهنك مشروع زراعة الباميا؟

عبد الرحمن العبري: بدايةً بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله، كما هو معلوم أن مهنة الزراعة تتناقل من جيل إلى جيل في ولايات ومناطق السلطة بما فيها من الخير الفضيل والرزق الحلال فمنذ الصغر وأنا أقضي وقت فراغي في الزراعة وأقوم بأعمال الفلاحة مع جدي وأبي. جاءت فكرة إنشاء مشروع لزراعة الباميا بعد التفكير لمدة طويلة منذ بداية انتشار جائحة كرونا وذلك بسبب إغلاق الجامعة وبكوني طالب في جامعة السلطان قابوس، فأحببت أن استغل الوقت بعمل شيء جديد أستطيع من خلاله أن اكسب المال منه. فرأيت نفسي قادر على البداية في المشروع، وكانت تلك الفترة مناسبة لزراعة محصول الباميا والباميا من المحاصيل الصيفية كما هو معلوم وذات مردود اقتصادي ممتاز نسيبا فبدأت في مساحة بسيطة كانطلاقة أولية.

سؤال: كم رأس المال وكم الفوائد التي حققتها مع محصول الباميا؟

عبد الرحمن العبري: كان رأس المال او التكلفة الإجمالية منذ بداية الزراعة ١٥٠ ريال عماني، كان في أرض زراعيةمساحتها نصف فدان أي 2100 متر مربع، أنجز على عدة مراحل على حسب متطلبات المشروع والمردود ربما للخطوات والإجراءات التي اتبعتها لم يكن بالمردود الذي حسبت له فقد جاء منخفض قليلا لكوني مبتدأ حيث جاءت ٤٥٠ ريال عماني.

سؤال: هل في رأيك أن يمكن أن نبدأ في مشروع الباميا مبلغ اقل من المبلغ الذي بدأت أنت به؟

عبد الرحمن العبري: نعم، في الحقيقة أن المشاريع الزراعية لا يمكن تحديدها برأس مال معين أو ثابت وذلك لكون الموضع يكون نسبة وتناسب فتختلف الأراضي الزراعية من مزرعة لأخرى وكذلك خبرة المزارعين تختلف، فمثلا قد يكون رأس مال لمزارع ٥٠ ريال ومزارع أخر أكثر من ذلك ومزارع اخر أقل من ٥٠ ريال، هنا قد تتحكم خبرة المزارع في التقصي للآفات منذ بدايتها ولا حاجة لشراء الأدوية والمبيدات، ولكن في العكس قد تقضي الحشرات على المحاصيل وينتبه المزارع في آخر الأوقات مما يؤدي لدفع المبالغ لشراء الأدوية والمبيدات. فهنا تكمل الخبرة من قبل المزارع. وأيضاً قد تكلف الأرض في إصلاحها مبالغ كبيرة بينما هناك مزارع لا تكلفك سوى ريها بالماء.

سؤال: لكونك مبتدئ في هذا المشروع، هل من صعوبات واجهتك مع محصول الباميا؟

عبد الرحمن العبري: نعم هناك بعض الصعوبات التي واجهتني، فمحصول الباميا كباقي المحاصيل التي تواجهها الصعوبات سنوياً، فقد واجهتني مشكلة في تقلب الطقس، حيث إن كما هو المعلوم يزرع الباميا في الصيف، ولكن حدثت موجة برد مصحوبة بثلوج وأمطار في تاريخ ١/٦/٢٠٢٠، هذه الموجة بالكاد أنها قضت على المحصول وكان المحصول في بداية الإنتاج وكان من الممكن أن يموت المحصول، ولكن بلطف الله تم تدارك الأمر وعادت الأمور أفضل من السابق. وهذه من الصعوبات التي لم تكن في الحسبان، وأيضاً واجهتني بعض الصعوبات مع الآفات والحشرات الزراعية مثل الذبان البيضاء وهي التي تتغذى على الجانب السفلي من المحاصيل وتم التغلب عليها، ولكن أثرت هذه الآفات بشكل عكسي على المحاصيل مما أدى إلى انخفاض المردود المالي.

سؤال: ما المحفز والذي شجعك على دخول مهنة الزراعة والتجارة؟

عبد الرحمن العبري: في الحقيقة مثلما أسلفا، أن وقت الفراغ هو المحفز والمشجع الأول لبداية الفكرة في هذا المشروع، وكذلك الفترة الطويلة ساعدتني على تطوير هذه الفكرة. وأيضاً التفكير ووجود مساحة من أرض زراعة كانت هي المحفز في استغلالها، ويمكننا القول أيضاً أن التفكير لكسب المال للقيام بمشاريع أخرى في المستقبل كان أيضاً هو المشجع والمحفز لكسب الخبرات العلمية والعملية والزراعية.

 

سؤال: هذا الموسم غيرت من محصول الباميا إلى محصول الذرة، ما السبب في تغييرك ولماذا اخترت الذرة دون غيرها من المحاصيل؟

عبد الرحمن العبري: كما هو معلوم أن في فصل الشتاء لا يمكن حصاد محصول الباميا لأنه من المحاصيل الزراعية الصيفية، فالأفضل هو زراعة محصول الذرة في هذه الفترة، بالإضافة أن الأراضي التي استثمرتها ربما تكون مناسبة لمحصول الذرة لأنها كبيرة ولم تزرع منذ فترة طويلة وهذا ما تحتاجه محاصيل الذرة، بالإضافة أيضاً ان محصول الباميا لا تناسبه الأراضي المستحدثة، ويحتاج لجهد أكبر على عكس محصول الذرة الحلوة.

سؤال: حدثنا عن مساحة الأرض الزراعة التي استثمرتها لزراعة محصول الذرة وكم بلغت تكلفة المشروع إلى الأن؟

عبد الرحمن العبري: بلغت مساحة الأرض التي استثمرتها لمحصول الذرة الحلوة حوالي فدان ونصف يعني ما يقارب ٦٥٠٠ متر مربع، وبلغت تكلفة المشروع الى الأن تقريبا ٣٠٠ ريال عماني.

سؤال: لكونك ذو خبرة مع المحاصيل، كم تتوقع من الذرة التي سوف تنتجها هذا الموسم وكم من الفوائد الاقتصادية التي سوف تكسبها؟

عبد الرحمن العبري: طبعاً لا يمكن إعطاء قيمة حقيقية للإيرادات والفوائد للمشروع من منتصفه، وأيضاً لا يمكن عمل حسابات دقيقة لمعرفة الفوائد، ولكن من الخبرات والتجارب السابقة فإنه من المتوقع ان تكون الفوائد في حدود ٥٠٠٠ (خمسة ألاف ريال عماني)، وربما أكبر أو اصغر من هذا الرقم، فالعامل المحدد هو الصعوبات والتحديات التي سوف تواجه المحاصيل.

سؤال: هل واجهتك اي صعوبات إلى الأن مع محصول الذرة؟

عبد الرحمن العبري: هناك صعوبات، ولكنا ليست بتلك الدرجة العالية كما حصلت مع الباميا، المشكلة الوحيدة هنا أعتقد وجود خلل في التربية الزراعية الجديدة، هناك بعض الملاحظات بتأخر نمو المحصول في بعض الأماكن ووجود فروقات من مكان إلى آخر، إذا فالمشكلة قد تكون أن الأرض الزراعية غير متهيئة بالكامل.

سؤال: كم الفترة الزمنية التي يحتاجها محصول الذرة لكي ينمو وتبدأ في بيعه؟

عبد الرحمن العبري: كما هو معلوم أن محصول الذرة يحتاج إلى ٣ أشهر من وقت زراعته إلى أن يتم جنيه ويصبح صالح للبيع وربما أقل بقليل من ٣ أشهر.

سؤال: هل ترى أي اهتمام من وزارة الزراعة والثروة السمكية لتشجيع السكان على استثمار الأراضي الزراعية؟

عبد الرحمن العبري: نعم هناك اهتمام من وزارة الزراعية والثروة السمكية، ولكن انا شخصيا لم استغل هذه الفرصة ولم استفد من الخدمات التي تقدمها الوزارة، وذلك لتوفر ذوي الخبرة من أجدادي وأقاربي وتوفر العديد من المعدات والمبيدات، فلم أتقدم بأي الخدمات التي توفرها الوزارة الى الأن.

سؤال: هل لديك أي اضافات تريد توجيهها للجمهور؟

عبد الرحمنالعبري: نعم أقدم وأوجه شكري وامتناني لكل شخص يشتري المحاصيل الزراعية العمانية وساعد في نجاح التاجر والمزارع العماني، بالإضافة أقدم نصيحتي لكل الشباب لمن يريد أن يوفر له دخل إضافي فعليه التوجه لمهنة الزراعة لما تحتويه من فوائد اقتصادية ذات مردود مادي كافي لوضعة في خانت المشاريع الناجحة، وبشكل عام أن الزراعة معروفة منذ القدم أنها ذراع اقتصادي كبير يغذي ميزانيات الدول.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights