إعادة الهيكلة لشركة متعثرة (7)
يوسف عوض العازمي
“أنجز مهامك الصعبة أولاً.. أما السهل منها فسوف يتم من تلقاء نفسه”- (ديل كارنيجي).
كانت الأحداث الماضية خاصة بإدارة العقار مثار تساؤلات جمة من قبل المستشار القائد وفريقه المتخصص، أمور تتعدى القواعد الطبيعية البديهية للإدارة، كيف لإدارة عقارية تملك أصولا ذات دخل شبه ثابت ومستملكة منذ عقود أن تحقق خسائر؟!
كيف مجلس الإدارة يعلم بكل شيء ولا يحرك ساكناً؟!
كيف يتم تسليم مقدرات الشركة وأصولها الثمينة لمن لا ولاء له للشركة، ولا تسلم لأبناء الشركة الحقيقيين ؟!
كيف يتم وضع أبناء الشركة المخلصين جانباً وتجميدهم تماماً، وتسلم الشركة على طريقة “الجمل بما حمل” لفاسدين أثبتت الأحداث فسادهم وعلاقاتهم المشبوهة مع أطراف منافسة خارج الشركة؟!
معقول أن تستمر الخسائر الصورة (هي خسائر متعمدة، وهي بحقيقة الأمر سرقة منظمة، وبعلم مجلس الإدارة !) ولا يحرك مجلس الإدارة ساكنا؟!
وكانت الأعذار سمجة وعلى طريقة: عذر أقبح من ذنب!
أسئلة موجعة وأجوبتها أوجع من الأسئلة، لكن تبينت النتائج الحقيقية والتقييمية للوضع، وكانت كارثية بمعنى الكلمة، كيف؟
سأذكر هذه النتائج مع نهاية آخر جزء من هذه السلسلة المتواضعة، مع السماح للقارئ بالتخمين والتحليل والبحث عن كيفية حصول هذه المخالفات وبوجود وعلم والموافقة الضمنية لمجلس الإدارة!
نرجع لتكملة موضوع إدارة العقار المتعبة تفاصيله، بعد خروج الشخصيات التي كانت وراء الفشل الإداري أصبحت تظهر أمور جديدة على السطح، تقريباً كل يوم حقيقة جديدة، ومعلومة جديدة!
بعد أسبوع من إنهاء خدمات القيادة التنفيذية السابقة، والذي تمت إجراءاته بالتراضي (حسب ما ذكرت بالجزء السابق) وصل إلى الشركة خطاب خطي من أحد البنوك يطالب الشركة قانونياً بسداد قروض صرفت لصالح المتنفذين السابقين وبكفالة الشركة!
مالذي يحدث؟!
أبلغ المستشار القائد رئيس مجلس الإدارة بفحوى خطاب البنك وضحك الرئيس، وقال نعم لدينا علم!
كيف؟!
قال: إن الرئيس السابق “احتاج” مبلغاً معيناً وتمنى على مجلس الإدارة كفالته لدى البنك حتى تتم الموافقة. ووافق المجلس تقديراً من المجلس للرئيس التنفيذي. يا سلام!
ثم تم سؤال رئيس مجلس الإدارة إن كان بالإمكان إيجاد حل قاطع لهذه المعضلة التي وقعت بها الشركة، فقال سأتحدث مع الرئيس التنفيذي السابق للوصول لحل ودي. كيف حل ودي؟!
قال رئيس مجلس الإدارة بأنه سيتصرف بطريقته، وطلب إعطاءه مهلة لحلحلة الأمر.
لم يحدد الرئيس مدة المهلة، لكنه أخبر المستشار القائد بأن يترك هذا الأمر له، و يلتفت لبقية الأعمال …!
الإدارة العقارية إن توفرت بها مقومات الإدارة الرشيدة لن تكون متعبة، ولا تحتاج حتى إلى ذكاء خارق، أهم عنصر في الإدارة الرشيدة هو الأمانة، والكفاءة، والقرار السليم، بعد ذلك ستكون الطرق ممهدة للعمل المميز والإبداع.
كذلك هناك ملاحظة شديدة الأهمية، وهي تفعيل الرقابة الفعالة وتطبيق الثواب والعقاب، لأن الجهود ليست متساوية بين الناس، وليس عدلاً أن تساوي بين من يعمل ويخلص بالعمل والعكس، وعدم التعامل بالجدية المطلوبة سيعرض العمل( أي عمل) للانتكاس و التقهقر إن لم يكن عاجلاً فآجلاً.
قال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}-سورة الزمر – 9.