شعر الدكتور/ أحمد محمد الشربيني
قدساهُ عَفوكِ ليس ثَمَّ نواحُ
في القابعين يُجيرُ حين نُباحُ
قدساهُ ملحمةَ الفوارسِ كفكِفي
وُئِدَ الرجالُ وجُندلوا واندَاحوا
طرحوكِ مثل سَبيةٍ عريانةٍ
يهفو إلى أردانها المَحْمَاحُ
تركوكِ بين روايةٍ مجهولةٍ
واستوطنتْ صفحاتهم وُقَّاحُ
من أين ياقدساهُ أبدأ سردَهَا؟
وعلى غلاف الصَّفحتين سِفَاحُ
من أين؟ والغمُّ المُعَنْكِبُ في فمي
سدٌّ يحولُ وصفعةٌ تجتاحُ
الكلّ سَاهمَ في الخيانةِ وَيْحَهُم
البرجُ والديوان والمِشْكَاحُ
الكلّ غَالَكِ حين أَتْرَعَ كرشَه
دولارُه المَشبوهُ والأرباحُ
الكلُّ باعوا للأعاجمِ عهدَهم
عصفتْ بنا الأوغاد والأرماحُ
أواهُ يا قدساهُ صِرتِ غنيمةً
بَلعَتكِ في تضليلها الأقداحُ
أواهُ يا قدساهُ عُدتِ أسيرةً
الحتفُ فوق ثراكِ والسَّفاحُ
كم عشتِ حالمةً بمَشْرِق أمةٍ؟
لو كان يكفي التائهين صَباحُ
قدساهُ فالتاريخُ يشجبُ عَجْزَنا
الثارُ يخطبُ شملنا والسَّاحُ
قدساهُ فالأبطالُ تُولَدُ بيننا
حملتْ بهم أرحامُنَا الفُسَّاحُ
قدساهُ ليسَ (صلاحُ) إلا قائدًا
ولدتهُ من رحمِ الأسَى الأفراحُ
يَمضي فيأتي كلُّ شهمٍ إثرَهُ
وغدًا سيَحْضُنُ خيلَكِ الصَّحصَاحُ
الهودُ يعدو يائسًا من حَتفِه
لو كان يُنْجِي الهاربين بَرَاحُ
ثِق أنها تتكلمُ الأحجارُ
قومي أُخَيَّةَ لن يدوم سِلاحُ
ماذا ترون؟ أليسَ ذِكرًا صادقًا؟
وَعَدَ الرَّسولُ فزمجروا وامتاحوا
ماذا ترونَ؟ أليس فتحًا دانيًا؟
مهما استكانتْ بيننا الأَشْبَاحُ
قدساهُ لاتأسي ولا تتوجعي
فصلاحُ نحن الحلمُ والإفصاحُ
سَيؤوب إني مُوقنٌ بمخاضِهِ
هو هذه الأطفالُ والشُّراحُ
هو هذه الأشجارُ والزيتونُ
هو هذه الأبوابُ والمِفْتاحُ
هو هذه الأجيالُ في أصلابنا
ونِبَالُهم والصَّخرُ والإلحاحُ
سيؤوب بالأملِ النبيل فيختفي
صنمُ الجدارِ وتُنسَفُ الأَقباحُ
سيقومُ في الحرمِ الجليلِ فيزدهي
الشيخُ والقِسيسُ والمصباحُ
يأتي فيُنْهِي كلَّ ذُلٍّ حولهُ
والعدل في إيوَانه مَدَّاحُ
سيبثُ قدساهُ الجليلةَ نصرَه
رايًا يُهلل تحتها الجرَّاحُ
سيشقّ قدساه العتيقةَ جيشهُ
حُرًا تزغردُ حوله الأصداحُ
ستزفُ يُمنَاه الأبيةُ وعدَهُ
سيفًا تُسطر مجدَه الألواحُ
سيعودُ مغوارًا يُطهّر قبةً
والخِزي فوق الهَاربين صُرَاحُ
سيعودُ إني مؤمنٌ بفتوحِهِ
تَدرين كيفَ يُدَبِّرُ الفتاحُ
