2024
Adsense
مقالات صحفية

الاحتفالات … هل أصبحت بدون معنى؟

سلطان بن محمد الرشيدي

الإجابة باختصار نعم وبدون إطالة نذكر أهم الأسباب في النقاط التالية:

أولا: الإكثار من أي شيء ولو كان طيباً مضراً. وكذلك الاحتفالات. لا يوجد يوم في التقويم لا يخلو من احتفال ما! وبسبب الإعلام والعولمة نُذكّر بهذه الاحتفالات رغماً عنا وإن لم نحتفل بها فعلياً.
عندما يكون الاحتفال ضيف يعود بعد انقطاع نحس باشتياق له؛ يكون له بريقاً خاصاً وطعماً مميزاً.

ثانيا: لم تعد الاحتفالات للجميع وهذا التحول له آثار سلبية على نسيج المجتمع. معظم الناس لا يسمح لهم دخلهم بالاحتفال بجميع هذه المناسبات.

ميسور الحال قد يشتري من محل الزهور والشوكولاته أفخم الهدايا لجميع المناسبات: رأس السنة، يوم الأم، يوم المرأة، …إلخ
لكن هذا الاحتفال قد يُقام في بيت لكن يخلو منه بيت الجار صاحب الدخل المحدود الذي يعلم ما يحدث في بيت جاره من خلال حالات الواتساب! ويحيك في الصدور ما يعلمه إلا الله …

بالعكس من هذا، شرع الإسلام ‘أعياد’ لا يقصى من خيرها أحد. فزكاة الفطر تجعل بيت الفقير يمتلئ بالطعام وتقسيم الأضحية في عيد الأضحى على الأقارب والفقراء تجعل رائحة اللحم والشواء تفوح من بيت كل أحد: فقيراً أو غنياً! فهل هناك عدل أسمى من هذا العدل؟

ثالثا: الأعياد والاحتفالات أفسدتها الشركات التجارية من خلال التسويق لهدايا فخمة، وديكورات باذخة، يكتب عليها ٢٠٢١ أو عيد ميلاد سعيد أو غير ذلك.
هذا كله جعل من هذه المناسبات مسابقات ومنافسات وإسراف لا معنى له.

رابعاً وأخيراً: في خضم هذا التنافس المادي المحض فُقدت القصة والعبرة من المناسبة، وفي ساحة هذه الاستعراضات المالية القبيحة دُفن وغُيّب أهم جزء من الاحتفال: المعنى!

حتى الثقافات التي تسمى بدائية لا تخلو احتفالاتها من معنى وعبرة ودرس وقصة يستفيد منها كل من شارك فيها. فعندهم احتفالات بالأولاد حين يدخلون سن الرشد ومعنى الاحتفال ترسيخ الرجولة في نفس الصبي حتى يدرك أنه الآن مسؤول.

لكن أي معنى لاحتفال أهم ما فيه باقة ورد ترمى في سلة المهملات بعد يومين؟؟؟

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights