“خطوات سهلة لتجاوز محنة الإنفصال”
خوله كامل الكردي
الإخفاق في الحياة الزوجية هاجسٌ يصيب من يتعرض له بحالةٍ من التشوش والحزن الشديد والعزلة، يفقد معها الرغبة في القيام بمسؤولياته والعودة إلى حياته بشكل طبيعي، وذلك خوفاً من نظرة المجتمع وخشية أن تجرّ عليه أو عليها مشاكل عديدة بدءً من التقاضي وانتهاءً بالمشاحنات والمماحكات بين الطرفين يكون الأطفال في معظم الأحيان كبش فداء حتى يشفي طرف غليله من الطرف الآخر.
الخلافات التي تنشأ بين الأزواج من السهولة بمكان التغلب عليها إذا كان التفاهم قائماً بين الإثنين، لكن في حالات معينة تتفاقم تلك الخلافات، لتصل إلى أبعد من كونها خلافات عابرة تحدث بين أي زوجين، إلى الإهانة والتجريح والنيل من الطرف الآخر، فقد يصاب أحد الشريكين بصدمة نفسية قاسية تدفعه إلى الانطواء والتفكير الدائم والمفرط بمستقبله.
ولكي يتجاوز الشخص الذي تعرّض لمحنة الإنفصال هذه المرحلة، عليه أولاً أن يلجأ إلى الله بنية صادقة ويطلب العون منه، والمساندة من الأهل تعدّ أيضاً من الخطوات المهمة والتي تعطي الفرد دفعة قوية للصمود ومواجهة الحياة من جديد وتحدي نظرة المجتمع له، وقبل كل شيء الإرادة إذا كان للشخص المنفصل الإرادة الكافية لكي يتجاوز مرحلة الإنفصال، فإنه سيتجاوزها بكل سهولة، وأخيراً الاستشارة النفسية تساعد في تخطي الإنسان تلك الفترة الصعبة من حياته، وربما لا يعوّل الكثيرون على تلك الخطوة لحساسيتها البالغة بالنسبة للبعض منهم، لكنها ضرورية في بعض الحالات المستعصية.
إن قوام الحياة الزوجية هو حسن اختيار الشريك، ويكون الغرض من وراء الارتباط، الاستقرار النفسي وتكوين أسرة صالحة تكون لبنة قوية لمجتمعها، وما ارتفاع معدل الطلاق عالمياً إلا بسبب خلوّ الحياة الزوجية من مقوماتها الأساسية: المودة والرحمة والسكينة؛ كي تكون حياة زوجية ناجحة وسعيدة يتبادل فيها الشريكين هموم ومسؤوليات الحياة معاً.