2024
Adsense
أخبار محليةمقالات صحفية

تأملات في بحور الحياة

الزهراء الهاشمية

كعادتي في الصباحات الهادئة، جلستُ أتأمل الحياة بما يُجمّلها من نِعْم، أغوص وأغوص ثمّ أعود إلى السطح فأخجل حقيقةً من نفسي، أستحي أن يُخالط حياتي التذمّر والتشائم، فقد أفاضَ علينا المُنعِم بالكثير و الخير و الوبيل، ولا يُمكِن أن تُحصى، أو تُحصر في أسطرٍ من كلمات.

و قد ذكر عز وجل في كِتابة ما يُجمّل الحياة، من نعم وكيف أنّه أغدق علينا بمنّه و فضله، ولو جئنا إلى القليل مِنها لأدركنا عظيمها..

{قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۖ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ (23)}

وحدها الحمد للّه قادرة على أن تقرّبك منزلة وتخلق فيكَ نوعًا من القناعة و الرضا.. فقط تأمّل في الموجود، و اترك المَفقود.

إليكَ.. كُن شكورًا قنوعاً بما قسم اللّه، وضع عنكَ النظر إلى جوهرة غيرك، فربّما وُضع في محنةٍ لن تتحملها، و احرص على ألا تفتح نافذة الزاوية الأخرى فتطمع بما ليس لكَ به علم، إيّاكَ أن تُفكّر أنّ الرزق هوَ المال فقط، فالأرزاق والنعيم أوسع منه.

فكّر.. تأمل.. استيقظ.. ستَرضى.

“و في أنفُسكم أفلا تبصرون”

كن ممتنًا لله مهما كانت ظروفك في الحياة، تأمل كيف يحُفُك لطفهُ في كُل خطواتك، كيف يُدبّر حياتكَ وفق المنهجِ الذي يضمن لك الخيرَ كُله، تأمّل رحمته في تفاصِيل أيامك وتفاصيل حياتك..

حدَثَ و إن سخطنا لبعض الأُمور ثمّ أدركنا بعدها أن الخير لولاه ما كانَ..

هل سألت نفسك يوماً، ماذا لو لم ينعم عليّ الله بهذه أو ذاك ؟!
ستدركَ حينها أنّ النِعم كُلها بين يديك. فقط كان يتطلبُ منك أن تتفكّر وترضى وتقنع بما أعطاك الله.. أنتَ غارقٌ في نِعمِ الله دون أن تشعر، وما زلت تجول وتَحوم في نِعم الله ولا تَشعر؟!
يراودني أحيانًا الشعور بالقشعريرة من كثرت النِعم التي يفيض علينا الله بها و نغفل عن شكرها، وكيف نُعصيه وما زال يغدق علينا بأفضاله؟
فقط لأنه اللّه.

ما زلت أشكر الله بحجم سماه على ما أغدقَ عليّ به من نِعم، أيقنتُ حقًا أن ما حَصدتَ عليه نفسي هو بِفضلِ اللّه، بحجم كُل شيء الحمد لله حقًا وحمدًا وشكرًا وحُبًا.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights