☔ نسمات تشرين، وعليل آذار☔
✍🏻: سالم الفزاري
في إحدى ليالي الصيف أطليتُ للخارج من نافذة غُرفتي، فإذا بنسمة هواء عليلة يتخللُها هواءٌ بارد اجتاحت سخونة أجواء الصيف الحارة، إحساسٌ جميل على تلك النسمة الباردة، وعينٌ على التاريخ الذي صادف الخامس والعشرون من شهر آب 2021، فتسألت مع نفسي حينها! هل حان موعد استقبال فصلُ الشتاء المُنعش ؟؟
بدأت حينها دقات قلبي تهمس على وتر الشوق بكل لهفة، وكأنّها بين نسمات تشرين، وعِناق برودة كانون، ومتعة أجواء آذار الرائعة، إنهُ الشوق الحقيقي، والشعور الممزوج باللهفة الّتي تقودنا لفصل الشِتاء الجميل.
إنهُ فصل الشِتاء المُنعش الّذي طال إنتظاره، وبلغ الشوق إليه سقف مداه، وكأنه العُرس الجميل الذي ننتظرهُ جميعاً؛ لنسترخي على ضِفافه، نُوقِد فيهِ الشُموع الهادئة، ونُشّعِل النّار فيهِ لنتدفّئ بها وسط أجواءهِ الباردة والمُنعِشة، ونحتسي القهوة والشاي بجمعة الأحبة، ونحنُ تحت ظِلال سُحبه الجانحة في أُفق السماء، والنجوم المتلألأة بأنوارِها المتوهجة، وبين هواءهُ العليل الّذي يملىَء كُل الأرجاء، وكأنَّ لِسان الحال يصِف ذلك المشهد ويُردد ويقول:
*الليالي برد وأشواقي هبوووب*
*والشتاء يذبح وأشوفك بأوله.*