2024
Adsense
أخبار محليةمقالات صحفية

الشيخ سليمان بن ناصر بن سليمان اللمكي(1)

ليلى بنت سعيد اللمكية

حياته الشخصية :
وُلِدَ الشيخ سليمان بن ناصر بن سليمان بن راشد بن عمر بن سعيد بن ذيب اللمكي في قرية الظاهر في الرستاق في عُمان عام(1863م)، توفَّتْ والدته كاذية بنت سيف بن شيخان العدوية بلدغة أفعى؛ مما أدَّى إلى سفرِه مع والده ناصر بن سليمان بن راشد إلى زنجبار؛ فقد كان أكبر أبنائه، وكان عمره آنذاك(8)سنوات، وكان يُكنى -رَحِمَهُ الله- بسيد هُرْمُزْ نسبة إلى الحَيِّ الذي يَقْطنه في العاصمة زنجبار.
زوجتاه هُما شمسة المرهوبية وعائشة بنت عبد الله بن سليمان اللمكية، ومن أولاده الذكور ناصر وحارث وراشد ومحمد وعبدالله وسعيد، ومن الإناث موزة وشمسة وسليمة وزكية.
ولايته:
بعد وفاة والده الشيخ ناصر(الأول)عُيِّن مكانه والياً على بوجامويو، وكان مُقَرَّباً من سلطان زنجبار مثل والده، وله الكثير من الأملاك في دار السلام وتانجا وبوجامويو وبنغاني- التي كان أكثر أملاكها لبني لمك-.
وفي عام(1305هجري/1888م)عُيِّنَ والياً على بنغاني بواسطة السلطان خليفة بن سعيد بن سلطان( الأول)، وعندما غزا الألمان منطقة شرق أفريقيا عُيِّن من قَبِلِهِم عام(1901م) والياً على دار السلام، وكان يزور زنجبار من آن لآخر.
وذكره المغيري بأنه أحد العرب القدماء المستوطنين في بلدة بنغاني مع أخويه راشد وعليّ، والشيخ عبدالله بن محمد اللمكي، والذي نزل بضيافته ووصفه بالكَرَمِ الحاتميّ.

رحلاته وتكريمه:
كانت للشيخ سليمان بن ناصر العديد من الرحلات والأسفار، تفاوَتَتْ بين دول عربية و أجنبية منها إنجلترا وألمانيا والولايات المتحدة وبولندا وروسيا، والهند والشام وفلسطين والعراق وتركيا واليابان، وغيرها من بلاد أوروبا وآسيا.
وفي رحلتِه إلى ألمانيا حصل على شَرَف مقابلة القيصر الألماني ونال العديد من الأوسمة والميداليات من الحكومة الألمانية، بل ومن القيصر نفسه، ومن تلك الأوسمة وسام ألماني(دي كوهليش)، ونال صداقة العديد من رجالات السياسة الألمان، ولحنكته السياسية نال اهتمام القيصر الألماني نفسه فكان بمثابة مستشاراً له في كثير من الأمور.
ومما يجدر الإشارة إليه أن الشيخ سليمان سافر مرتين فقط إلى ألمانيا حظى خلالهما بمقابلة القيصر الألماني.
“و في عام(1307هــ/1890م) أهدت المستعمرات الألمانية المعروفة بالمَرائِم في هذه الأفريقِيَّة سَيْفاً مُذَهَباً بواسطة الشيخ الجليل سليمان بن ناصر اللمكي الذي قدَّمه بنفسِه لِجلالة ملك الألمان في برلين، مطرزاً بصفائحِ الذَهَب وعَصَا ذَهَبِيَّة بغاية الهندسة والإتقان، وفي جانب هذا السيف الوجيهي مكتوب هذه العبارة:”بسم الله الرحمن الرحيم، إلى حضرة صاحب العِزِّ والاقتدار جلالة السلطان، والملهم المعظم، قيصر ألمانيا ملك بروسيا سلَّمه الله تعالى، وأبقاه، ونصره على أعدائه، نصر من الله وفتح قريب- بوغامويو وما تعلق بها، تانغة وما تعلق بها، سعدان وما تعلق بها”، وهذان البيتان:
لِصَاحِبِه السَّعَادَةُ وَالسَّلاَمَةْ وَطُولُ الْعُمرِ مَا نَاحَتْ حَمَامَةْ
وَعِزُّ دائِمٌ لا ذُلَّ فِيهِ وإقْبَالٌ إلىَ يَوْمِ الْقِيَامَةْ

و في جانبه الثاني: وما تشاؤون إلاّ أَنْ يَشَاء الله، محمد رسول الله، تقديم العبودية بصدق المحبة، ما الحقيقة من طرفِ أهل البلاد المذكورة أدناه عند خادمه الوالي سليمان بن ناصر اللمكي، إنا فتحنا لك مبينا ما شاء الله.
كلوة وما تعلق بها، ليندي وما تعلق بها، سودي وما تعلق بها، مكنداني وما تعلق بها.
فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين
1890م1307هـ”
وفي زيارته لتركيا حصل على النيشان المجيدي من السلطان عبد الحميد، وفي بريطانيا حَظِىَ بالمثول بين يدي صاحب الجلالة جورج الخامس-الذي كان قد حضر تتويجه ملكاً على بريطانيا-كذلك حصل على وسام العضوية في الإمبراطورية، ثم تَرَقَّى لِدَرَجة أسْ.بِي.إِي، أيضاً حصل من حكومة زنجبار على وسام الكوكب الدري.

نفيه إلى الهند:
تَعَرَّضَ الشيخ سليمان بن ناصر بن سليمان بن راشد اللمكي للنفي إلى الهند أثناء الحرب العالمية الأولى(1914-1918م)، بأمرٍ من الحكومةِ البريطانية في شرق أفريقيا، وعندما صدر قرار النفي كان الشيخ سليمان في مجلس السلطان خليفة بن حارب، فالتفت الشيخ سليمان للأخير قائلاً: هذا أمر منك؟، فرد عليه السلطان خليفة:”لله الإرادة”.
كان أهم أسباب النفي للهند-كون زنجبار تحت الإدارة البريطانية- أنه أحد رعايا الألمان، وقد نفي الشيخ سليمان بن ناصر برفقة ولديه ناصر وحارث، وأحد الخدم على متن سفينة تجارية عُرِفَت بإسم “جولونجا” وكان وصولهم للهند بتاريخ (21 أغسطس 1914م).
ومما يجدر ذكره بأن الشيخ سليمان وولديه حارث وناصر قد طالبوا بإرسال عائلاتهم إلى الهند بعدما رُفِضَ السماح لهم بالسفرِ إلى مَسْقَط بِعُمَان أو إنهاء قرار النفي والعودة لزنجبار، ولكن لم يَلْقَى طلبهم قُبُولاً من السلطاتِ البريطانية آنذاك، وظَلُّوا في مَنْفَاهم في سَاتَارا الهندية إلى نهايةِ الحرب العالمية الأولى عام(1918م).
وأيضا يتضح من الوثائق أنهم أقاموا في الهند في منطقةٍ تُعرف”ساتارا”من خلال العبارة التالية:”وسلوك هؤلاء العَرَب خلال إقامتهم في ساتارا كان جيداً جداً”.
‏”The behavior of these arabs during their stay at satara has been very good”
وكان الوَصِيّ على أملاكِ الشيخ سليمان في شرق أفريقيا أثناء إقامَتِه بِمنفاه في الهند أخاه الشيخ راشد بن ناصر بن سليمان بن راشد اللمكي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر والمراجع :
1. وثائق تاريخية إستلمتها الباحثة من الشيخ سالم بن حمد بن سليمان الحارثي-رحمه الله-عام 2001م.
2. وثائق تاريخية أهلية،ملك أولاد المرحوم الشيخ محمد بن سليمان بن ناصر اللمكي،استلمتها الباحثة من الدكتورة آسيا بنت محمد بن سليمان اللمكية.
3. وثائق تاريخية إستلمتها الباحثة من الدكتور سعيد بن محمد الهاشمي،جامعة السلطان قابوس،عام 2001م.
4. لقاء شفهي مع الأستاذ ناصر بن عبدالله بن مسعود الريامي،مؤلف كتاب:زنجبار شخصيات وأحداث،عام 1999م.
5. الموسوعة العمانية،المجلد الخامس، ط1،وزارة التراث القومي والثقافة،سلطنة عمان،1434هـ/2013م.
6. جهينة الأخبار في تاريخ زنجبار،سعيد بن علي المغيري،تحقيقي محمد علي الصليبي،ط4، 1422هـ/2001م.
7. زنجبار شخصيات وأحداث،ناصر بن عبدالله الريامي،ط1،دار الحكمة،لندن ،2009م.

مصدر الصورة : ناصر بن محمد بن ناصر

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights