جمعية المرأة العمانية
حمدان بن سيف الضوياني (أبو سعود)
ولمن الفضل للمرأة العمانية أنها تمكنت من تشكيل أول جمعية للمرأة بمسقط عام ١٩٧١م وهذا أمر مقدر تقديراً عالياً في سبق التاريخ العماني لأنها أول جمعية نقابية تشكل على أرض عمان الحبيبة، وأول نقابة تشهر في المجتمع العماني وربما بل من المؤكد العديد يجهل أهمية هذا الحدث، نعم كان واقع المرأة العُمانية في ذلك الزمن يختلف تماماً مما هو عليه اليوم بل المجتمع العماني بأكمله بحيث القلة القليلة التي كانت تجيد الكتابة والقراءة ناهيك فيما يتعلق بالوعي والثقافة ولكن ولله الحمد لقد أيقظ الله وألهم هذه النسوة الطيبة الواعية المخلصة والمحبة لوطنها والإنسان وبعدما مضى على تشكيل أول جمعية خمسون عاما نجد اليوم ما من ولاية من ولايات عُمان وإلا بها مقر لجمعية المرأة، وهذا يعود الفضل لتلك النسوة المباركة الواعية في عملها والمخلصة في وطنها، لقد وصل عدد الجمعيات بالعشرات اليوم، وبما وصلت إليه المرأة العمانية من علم ووعي وثقافة ومناصب إدارية في أعلى سلم الهرم الإداري والمهني ولكن من المؤسف جداً ظاهرة العزوف من الانتماء إلى الجمعيات.
وفي الغالب لقد اقتصر نشاط الجمعيات ومحصوراً في دورة الطبخ ودورة الخياطة ودورة السعفيات وأبعد الدور الأكبر والأهم، ألا وهو التوعية والثقافة وتنمية المجتمع فكرياً وتوطيد العلاقة بين الجمعيات من أجل توثيق العلاقة الوحدوية وتحت مسمى واحد ولذلك نجد اليوم هذه الجمعيات المتناثرة كاللؤلؤ المنثور على طول الوطن وعرضه بدون أن تتوحد تحت قبة واحدة.
والمطلب المجتمعي ومتطلبات العصر تدعو إلى الوحدة المتمثلة في وحدة الجمعيات وقيادة واحدة وتبقى لهذه الجمعيات أفرع ولكن لابد أن يسبق الدمج أن تكون هناك تحضيرات وحوارات وأن تكون هناك دعوة إلى مؤتمر عام للمرأة العمانية، ولابد من تشكيل لجنة تحضيرية تعد الوثائق اللازمة وتصورات مستقبل العمل للمرأة وهذه اللجنة تتشكل من الجهة المشرفة ومن جمعيات المرأة العمانية.
وإن شاء الله المرأة العمانية سوف تكمل المشوار نحو المجد والرقي.
عاشت المرأة العمانية
اللهم أمد عمر من تبقى من تلك النسوة على قيد الحياة المحبة لوطنها واغفر وارحم من قضى نحبهن وارتقت روحهن إلى دار الآخرة.
حفظ الله عمان وشعبها الأبي من كل سوء ومكروه
تحيا عمان .