“عاجل”
بدرية بنت حمد السيابية.
أصدرت اللجنة العليا قرارًا حاسماً بأن يكون أول يوم بعيد الأضحى المبارك واليوم الثاني والثالث منه إغلاق تام، ربما البعض أثار جدل في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي عن هذا القرار المفاجيء والغير متوقع، ولكن بالنسبة لي هو قرار صائب ولعل في هذا الإغلاق التام يكون خيراً، وبشرى سارة تزف للجميع من حيث انخفاض عدد الحالات وعدد الوفيات وعدد المرقدين في المستشفيات، والجميع يعلم كيف هو حال مستشفياتنا والمعاناة في تخطي هذه الأزمة.
وللأسف هناك فئة في المجتمع تعمل مثل الخلية ليل نهار في تسليط الضوء على ما تصدره اللجنة من قرارات، فيرسل تذبذبات عكسية وسلبية تعوق من تفهم الوضع من كل الجوانب، فنحن نمر في موقف صعب وتزايد في إعداد الموتى، وتزايد في انتشار فيروس كوفيد ١٩، وما زلنا كما يقال نزيد الطين بلة، فليست هناك آذان صاغية ولا أعين تبصر، رغم وضع كل الحلول بتوفير اللقاح للمواطنين. علماً لم يسلم هذا الأمر أيضاً من نشر الشائعات بيننا، فنشر الإشاعة هو أخطر من الوباء نفسه! أيعقل هناك دولة أن تلقي بشعبها للهلاك؟! طبعاً لا يمكن ذلك، فلماذا نغرس في أفكارنا هذه الشائعات السلبية والغير مفيدة ليست من صالح المواطن تصديقها؟!.
فالعيد شعيرة تعبدية لله تعالى لا ترتبط بتجمعات ولا بخروج ولا بدخول، إنما ترتبط باستشعار تعظيم شعائر الله تعالى.. قال تعالى: ﴿ *ذلِكَ وَمَن يُعَظِّم شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها مِن تَقوَى القُلوبِ*﴾ [الحج: ٣٢].. لذا احذر كل الحذر أن تشارك في السخرية؛ فالعيد فرحة المسلمين،فافرح بالأضحية ولبس الثوب الجديد، وتكبيرات العيد، ولا يجب التقليل من شأنها، فالله سبحانه وتعالى جعل لنا الفرح في أعياده عيد الفطر وعيد الأضحى، فاجعل عبادتك لله وحده وليست للمظاهر.
ففي هذه الأيام أقبلت علينا أيام كريمات عظيمات، وهي العشر الأوائل من ذي الحجة؛ فاجتهد فيها بصيام وقيام وصدقات، ونظم وقتك واستمسك بتكبيراتك ودعواتك وقرآنك، ويمم لله رب العالمين أن تكون في زمرة العتقاء من النار في هذه الأيام العظيمات، واتبع منهج الله ورسوله وابتعد عن كل شائعة تعكر فكرك، فالحذر واجب علينا جميعاً كمواطنين نعيش على هذه الأرض الطيبة ولا نلقي اللوم على هذا وذاك، ونكون ملتزمين من تلقاء أنفسنا حتى لا تكون هناك خسارة روح أب أو أم أو أخت أو زوجة….
وكلنا أمل ويقين بأن الله سبحانه وتعالى سيزول هذا الوباء بقدرته، وتعود حياتنا كما عهدناها سابقاً، وأن نربط قلوبنا بالصبر “الصبر مفتاح الفرج”، فالوطن بحاجة لنا، وبعزيمتنا سننتصر على الوباء إن شاء الله، ولا نعرض أنفسنا للهلاك فهناك من يحب بقائك سليماً معافياً على هذه الدنيا.
رحم الله كل من فارقنا من الأحبة بسبب “كورونا” ، وجبر الله قلوبنا بالصبر، وأن يفرح قلوبنا في تلاشى الوباء للأبد.
شكرًا للسلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه على كل ما قدمه لهذا الوطن الغالي وللمواطن وكل من يعيش على أرض السلطنة، وشكراً للطواقم الطبية فردًا فردًا، شكراً للجنة العليا على جهودها الطيبة، وشكراً للأبطال والبواسل من القوات المسلحة على جهودهم المبذولة، شكراً لكل ملتزم وملتزمة على أرض وطني الحبيب “سلطنة عُمان”.
اللهم ارفع الوباء والبلاء يارب العالمين واشفِ كل مريض يتألم، وارحم جميع موتانا وموتى المسلمين أجمعين.