السفير الجزائري: رؤية عُمان 2040 رؤية طموحة ستشهد السلطنة خلالها مستقبلًا واعدًا ومشرقًا
مسقط – العُمانية
قال سعادة السفير محمد يرقي سفير الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية المعتمد لدى السلطنة إن العلاقات بين السلطنة والجمهورية الجزائرية متميزة عبر التاريخ المشترك، والتواصل مستمر من خلال التنسيق والتشاور بين البلدين.
وأكد سعادته في حديث لوكالة الأنباء العمانية على وجود لجنة مشتركة بين البلدين تنعقد دوريا للتشاور في مختلف الجوانب وكان آخر اجتماع لها كان في ديسمبر 2019 م بالسلطنة.
وأشار سعادته إلى أن السلطنة والجزائر لهما آراء ووجهات نظر متطابقة وسياسة تقوم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وتدعوان دائما للحوار وحل المشاكل والمسائل والخلافات والصراعات بين الدول عبر الحوار وعبر التفاوض وعبر اللقاءات الثنائية.
وفيما يخص الشأن العربي قال سعادته لدينا نفس المواقف مع السلطنة، ففي سوريا دعونا من البداية إلى الحل السياسي للأزمة تحت رؤى مشتركة بين البلدين ولقاءات مشتركة على مستوى وزراء الخارجية سعيا لحل الأزمة السورية موضحا أن الجزائر والسلطنة أبقت على سفارتيهما في دمشق أثناء تلك الأزمة.
وأشار سعادته إلى أن التبادل الاقتصادي بين البلدين لم يرق للمستوى المأمول والمطموح، ونسعى إلى الدفع به إلى الأمام، وتوجد لجنة مشتركة بين البلدين كان من المفترض أن تنعقد السنة الماضية وبسبب جائحة كورونا تم تأجيل الاجتماع إلى فترة قادمة ونأمل خلالها رفع مستوى التبادل الاقتصادي في مختلف المجالات.
وبين سعادته أن رؤية عُمان 2040 رؤية طموحة وستشهد السلطنة خلالها مستقبلا واعدا ومشرقا بالنظر للإمكانات والمقومات التي تتوفر لديها والمتمثلة في موقعها الاستراتيجي والإمكانات المادية والبشرية والبنية الأساسية التي يُطمح من خلالها نقل السلطنة من مرحلة إلى مرحلة أخرى متقدمة جدا، ونسعى إلى أن تكون لنا شراكة مع إخواننا العمانيين وذلك بإنشاء شراكة جزائرية عمانية في الجزائر أو شراكة جزائرية عمانية في السلطنة.
ودعا سعادته المستثمرين الجزائريين للاستثمار في السلطنة مشيرا إلى وجود مجالات كثيرة للاستثمار مثل المجال الزراعي أو السياحي أو الصناعي، كما أشار إلى وجود مشروع عماني جزائري كبير يخص البتروكيماويات وحقق منذ انطلاقه في ٢٠١٤ م نجاحات ملموسة.
وأكد أن هناك إرادة مشتركة بين البلدين الشقيقين لتنويع الصادرات حيث تم إطلاق مشروع الدبلوماسية الاقتصادية وستكون السفارتان في البلدين والجهاز الدبلوماسي داعمة للتصدير خارج نطاق المشتقات النفطية وستشهد السلطنة في الفترة القادمة منتجات جزائرية متنوعة، حيث إن المناخ الاقتصادي مشجع وجاذب للتبادل الاستثماري بين البلدين.
ووضح سعادته أن الاستعدادات جارية لعقد اللجنة العمانية الجزائرية المشتركة، وسيكون التركيز على مواطن الخلل لتسريع تنفيذ الاتفاقيات السابقة، مؤكدا أن السفارة تعمل على تشجيع الجزائريين لتوريد سلع متبادلة بين البلدين والأمور مستمرة في التقدم وستظهر بإذن الله في القريب العاجل في الأسواق العمانية.
وفيما يخص العادات الرمضانية في الجزائر تحدث سعادة السفير قائلا: العادات والتقاليد الرمضانية تتشابه في الدول العربية والإسلامية لأن المنبع واحد؛ فليس هناك اختلاف بين السلطنة والجزائر، إلا في أمور طفيفة.
موضحا أن شهر رمضان في الجزائر له قُدُسية خاصة لا مثيل لها؛ فهناك استعدادات مادية مثل إعدادات الموائد، واستعدادات روحية مثل التسابق في حفظ القرآن، واستعدادات اجتماعية مثل الزيارات التي انخفضت مع انتشار جائحة كورونا.
وتكلم سعادة السفير عن العادات المشتركة بين البلدين، مشيدا بالمجتمع العماني من حيث التكافل الاجتماعي؛ وهذا ما نجده في المجتمعات العربية الأخرى كذلك، مؤكدا أن هناك تشابها في العادات العمانية الجزائرية، ففي كلا البلدين هناك الشهمُ، وهناك المُتسامِحُ، وهناك الخَلُوق، وهناك اتحادٌ بين البلدين في مساعي الخير، والعدل والسلم.
وأشار سعادته إلى أن الجانب الثقافي والتبادل الطلابي يهدف إلى تعزيز الترابط في العلاقات الثنائية بين البلدين؛ فهناك – على حدّ تعبيره- علاقات متجذرة بين الجزائر والسلطنة مؤكدا أن العلاقات الاقتصادية أو التجارية ستسهم في تعميق المصالح المشتركة بين البلدين وهذا ما نطمح إليه بإذن الله.
واختتم سعادة السفير محمد يرقي سفير الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية المعتمد لدى السلطنة المقابلة بتهنئة جلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – والشعب العماني بحلول شهر رمضان المبارك، داعيا الله لهم بمزيد من الأمن والسِّلم والهناء.